أصول الوصول إلى الله تعالى
الناشر
المكتبة التوفيقية
رقم الإصدار
الثانية
مكان النشر
القاهرة
تصانيف
وفى قصة الثلاثة أصحاب الغار، لما نزلت صخرة فسدّت عليهم باب الغار، توسل الأول بعمل صالح فانفرجت الصخرة شيئا يسيرا حتى رأوا النور، فلما توسل الثانى انفرجت أكثر حتى رأوا السماء، فلما توسل الثالث انفرجت الصخرة حتى خرجوا يمشون، فعلى قدر عطائك تعطى، وعلى قدر سعيك تمنح.
كان رسول الله ﷺ يجلس في حلقة من أصحابه فدخل ثلاثة، فأما الأول: فوجد فرجة فجلس فيها، وأما الثانى: فاستحيى فجلس خلف الحلقة، وأعرض الثالث فمشى فقال رسول الله ﷺ: أو أخبركم بخبر الثلاثة نفر، أما الأول: فأوى إلى الله فآواه الله وأما الثانى: فاستحيى فاستحيى الله منه، وأما الثالث فأعرض فأعرض الله عنه ". [متفق عليه]
فان أويت إلى الله آواك، وان أعرضت عنه أعرض عنك وطردك وألقاك. قال الله ﷻ عن يونس ﵇ " فلولا أنه كان من المسبحين * للبث في بطنه إلى يوم يبعثون "
(الصافات: ١٤٣ - ١٤٤) .. مع أنه نبى .. نعم: فلا أحد عزيز على الله - مهما بلغت منزلته - ان لم يئو الله .. فائو إلى الله ولا تعرض.
قال ابن القيم ﵀: " وأيما جهة أعرض الله عنها أظلمت أرجاؤها ودارت بها النحوس ".
ائو إلى الله وابدأ .. ابدأ خطوة .. اعمل .. اتعب .. تحرك .. اسع وسوف يتم عليك بخير.
1 / 74