أصول الوصول إلى الله تعالى
الناشر
المكتبة التوفيقية
رقم الإصدار
الثانية
مكان النشر
القاهرة
تصانيف
الأصل الأول: عليك البداية وعليه التمام
اعلم حبيبى في الله الكريم السائر إلى الله:
أن الله - تعالى - أراد برحمته - سبحانه - وهو الحكيم العليم والخبير البصير أن يحكم هذا الكون بسنن ربانية غاية في الدقة والثبات " فلن تجد لسنت الله تبديلا ولن تجد لسنت الله تحويلا " (فاطر: ٤٣) .. تلكم الأولى ..
وأما الثانية: فان الإنسان خلق مبتلى في هذه الدنيا " الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور " (الملك: ٢).
وثالثهما: أن الله العزيز الكريم خلق الخلق وهو اعلم بهم، قال سبحانه " هو أعلم بكم إذ أنشأكم من الأرض وإذ أنتم أجنة في بطون أمهاتكم فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى " (النجم: ٣٢)
وقال سبحانه " وكفى بربك بذنوب عباده خبيرا بصيرا " (الاسراء: ١٧).
وقد أراد الله ابتلاء واصلاحا، أن يبتلى عباده بتكليف هو غاية في الخطورة وهو أنه - سبحانه - أناط بهم البداية، فأحال عليهم بداية الشروع إليه والقصد نحوه، قال - سبحانه - في الحديث القدسى: " عبدى قم إلى أمش إليك "، وهذا رعاية لجلال العزة وحماية لجناب العظمة: أن يكلف العبد أن يأتى سيده ثم يكون من السيد القبول والاكرام.
1 / 69