أصول الوصول إلى الله تعالى

محمد حسين يعقوب ت. غير معلوم
57

أصول الوصول إلى الله تعالى

الناشر

المكتبة التوفيقية

رقم الإصدار

الثانية

مكان النشر

القاهرة

تصانيف

الأصل الأول: عليك البداية وعليه التمام اعلم حبيبى في الله الكريم السائر إلى الله: أن الله - تعالى - أراد برحمته - سبحانه - وهو الحكيم العليم والخبير البصير أن يحكم هذا الكون بسنن ربانية غاية في الدقة والثبات " فلن تجد لسنت الله تبديلا ولن تجد لسنت الله تحويلا " (فاطر: ٤٣) .. تلكم الأولى .. وأما الثانية: فان الإنسان خلق مبتلى في هذه الدنيا " الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور " (الملك: ٢). وثالثهما: أن الله العزيز الكريم خلق الخلق وهو اعلم بهم، قال سبحانه " هو أعلم بكم إذ أنشأكم من الأرض وإذ أنتم أجنة في بطون أمهاتكم فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى " (النجم: ٣٢) وقال سبحانه " وكفى بربك بذنوب عباده خبيرا بصيرا " (الاسراء: ١٧). وقد أراد الله ابتلاء واصلاحا، أن يبتلى عباده بتكليف هو غاية في الخطورة وهو أنه - سبحانه - أناط بهم البداية، فأحال عليهم بداية الشروع إليه والقصد نحوه، قال - سبحانه - في الحديث القدسى: " عبدى قم إلى أمش إليك "، وهذا رعاية لجلال العزة وحماية لجناب العظمة: أن يكلف العبد أن يأتى سيده ثم يكون من السيد القبول والاكرام.

1 / 69