أصول الوصول إلى الله تعالى
الناشر
المكتبة التوفيقية
رقم الإصدار
الثانية
مكان النشر
القاهرة
تصانيف
إليه البتة وهذا عين المحال، بل يشتد سيره إلى الله كلما زادت ملاحظته لتوحيده، واسمائه وصفاته. ولهذا كان رسول الله ﷺ أعظم الخلق اجتهادا وقياما بالاعمال، ومحافظة عليها إلى ان توفاه الله، وهو اعظم ما كان اجتهادا وقياما بوظائف العبودية، فلو أتى العبد بأعمال الثقلين جميعها لم تفارقه حقيقة السير إلى الله، وكان بعد في طريق الطلب والارادة ".
ولا يزال الرسول ﷺ يوصى بسؤال الله - تعالى - الهدايا .. وما الهدايا الا لمن وجد الطريق بعد الضلال ..
يقول ابن القيم:
" حيث أمره أن يذكر اذا سأل الله الهدى. إلى طريق رضاه وجنته، كأنه مسافر، وقد ضل عن الطريق. ولا يدرى أين يتوجه، فطلع له رجل خبير بالطريق عالم بها، فسأله أن يدله على الطريق، فهكذا شأن طريق الاخرة، تمثيلا لها بالطريق المحسوس المسافر، وحاجة المسافر إلى الله ﷾ إلى أن يهديه تلك الطريق اعظم من حاجة المسافر إلى بلد إلى من يدله على الطريق الموصل لها ".
فلابد لك - أيها السائر الحبيب - في هذا الطريق من صدق اللجأ إلى الله .. ان يهديك ويأخذ بيديك في طريق الوصول إليه .. فدوما
1 / 63