أصول الوصول إلى الله تعالى
الناشر
المكتبة التوفيقية
رقم الإصدار
الثانية
مكان النشر
القاهرة
تصانيف
ولعل القاعدة الجامعة، ما حددها الامام النووى بقوله:
" المزاح المنهى عنه هو الذي فيه افراط ويداوم عليه، فانه يورث الضحك وقسوة القلب، ويشغل عن ذكر الله - تعالى -، والفكر في مهمات الدين، ويؤول في كثير من الاوقات إلى الإيذاء ويورث الاحقاد، ويسقط المهابة والوقار، فأما ما سلم من هذه الأمور فهو المباح الذي كان رسول الله ﷺ يفعله، فانه ﷺ انما كان يفعله في نادر من الأحوال لمصلحة وتطييب نفس المخاطب ومؤانسته، وهذا لا منع منه قطعا، بل هو سنة مستحبة اذا كان بهذه الصفة .. فاعتمد ما نلقاه عن العلماء وحققناه، فانه مما يعظم الاحتياج إليه، وبالله التوفيق ".
وانظر أيضا إلى الميزان الدقيق .. الذي وضعه سعيد بن العاص حين قال لابنه:
" اقتصد في مزاحك، فان الإفراط فيه يذهب البهاء ويجرىء عليك السفهاء، وان التقصير فيه يفض عنك المؤانسين ويوحش منك المصاحبين ".
" وقد سئل ابن عمر - رضى الله عنهما -: هل كان أصحاب رسول الله ﷺ يضحكون؟ قال نعم، والايمان في قلوبهم مثل الجبل.
وقال بلال بن سعد: أدركتهم يشتدون بين الاغراض ويضحك بعضهم إلى بعض فاذا كان الليل كانوا رهبانا ".
1 / 51