أصول الوصول إلى الله تعالى
الناشر
المكتبة التوفيقية
رقم الإصدار
الثانية
مكان النشر
القاهرة
تصانيف
فجعل من الهداية في الطريق التخلص من افات الطريق وحزوناته. .
ومعرفة تفاصيل تلك الحزونات ..
فانتبه معى لاخطر هذه الافات - عافانا الله واياك منها -.
الآفة الأولى: الخوف من وحشة التفرد:
قال بعض السلف: عليك بطريق الهدى ولا يضرنك قلة السالكين، واياك وطرق الضلالة ولا يغرنك كثرة الهالكين. ومن سنن الله الربانية الكونية ان اهل الحق دائما قلة .. هذا أصل ينبغى الا يفوتك، قال الله تعالى:
" إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ " (ص: ٢٤).
وقال ﷾: " وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ " (سبا: ١٣).
وعلى العكس: تجد وصف الكثرة دوما مع اهل الباطل، قال الله تعالى "وَمَا وَجَدْنَا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ وَإِنْ وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ " (الاعراف: ١٠٢)، وقال سبحانه " وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ " (يوسف: ١٠٣) وقال ﷾ " وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ " (الانعام: ١١٦) وقال ﷾ " وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ " (المائدة: ٤٩). فاذا تبين لك ذلك فاياك ان تستوحش من قلة السائرين معك على الطريق، فان أكثر السائرين نكصوا على اعقابهم حسن رأوا الجمهرة الغالبة
1 / 40