أصول الوصول إلى الله تعالى
الناشر
المكتبة التوفيقية
رقم الإصدار
الثانية
مكان النشر
القاهرة
تصانيف
والعلماء يستدلون على هذا الاصل: " من صفى صفّى له، ومن كدر كدر عليه " يقول الله - تعالى -: " إن الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا * عينا يشرب بها عبد الله " (الإنسان: ٥ - ٦) .. عينا يشرب بها من؟ " عباد الله " .. فهم أبرار، عباد الله أولا، ولذلك استحقوا النعيم والتكريم.
قال العلماء: الناس ثلاث درجات: الدرجة الاولى: أصحاب الشمال - نعوذ بالله منهم - وهؤلاء هم أهل النار، وإن كانوا فى النهاية سيدخلون الجنة. والدرجة الثانية: الأبرار، وهم من أهل الجنة. والثالثة: المقربون وهم أفضل وأعلى من الأبرار.
إذا فأهل الجنة درجتان: أبرار ومقربون، ولذلك يقول ﷿: " ولمن خاف مقام ربه جنتان " (الرحمن: ٤٦)، وفى قوله: " ومن دونهما جنتان " (الرحمن: ٦٢)، جنتان من ذهب للمقربين، وجنتان من ورق ... (فضة) لأصحاب اليمين .. وفى هؤلاء جميعا يقول الله ﷿: (فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة * وأصحاب المشئمة ما أصحاب المشئمة * والسابقون السابقون * أولئك المقربون " (الواقعة: ٨ - ١١).
أصحاب اليمين والسابقون أو الأبرار والمقربون .. درجتان: ممتازة وعادية .. فأى الدرجتين تفضل؟!، ولذلك فإن الناس الأبرار يقول الله فيهم: " إن الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا " (الإنسان: ٥) .. مزاجها أى ممزوجة .. أى إنهم سيشربون ماء كافورا .. " مزاجها كافورا "، أى: رائحتها كافور .. أما عباد الله المقربون فسيشربون كافورا خالصا، كافورا صافيا .. لأنهم صفّوا .. ومن صفّى صفى له، ومن كدر كدر عليه.
1 / 266