أصول الوصول إلى الله تعالى

محمد حسين يعقوب ت. غير معلوم
144

أصول الوصول إلى الله تعالى

الناشر

المكتبة التوفيقية

رقم الإصدار

الثانية

مكان النشر

القاهرة

تصانيف

أيها الاخوة، التمييز بين النعمة والنقمة والفتنة، وبين المنة والحجة، وبين العطية والبلية، وبين المحنة والمنحة أمر مهم للسائر فى الطريق إلى الله. ففى طريق الوصول إلى الله لابد أن تكون صاحب تمييز بين النعمة والفتنة .. فقد يصيب رجلين شىء واحد، ويكون بالنسبة لأحدهما نعمة وللآخر فتنة .. قد يكون الشىء الواحد لرجل بلية وللآخر عطية. يقول ربك " أو كصيب من السماء فيه ظلمات ورعد وبرق " (البقرة: ١٩) صيب " ماء" يحيي الله به الارض، ولكن فى نفس الوقت فيه ظلمات ورعد وبرق. " يجعلون أصابعهم فى آذانهم من الصواعق حذر الموت " (البقرة: ١٩). يقول العلماء: هذا هو المثل المائى الذى ضربه الله ﷾ للقرآن، أنه صيب وهو للمؤمنين، قال - تعالى - " وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا " (الإسراء: ٨٢). فى قصة كعب بن مالك لما جاءه كتاب من ملك غسان يقول له: " بلغنا أنّ صاحبك قد قلاك، ولم يجعلك الله بدار مهانة، فالحق بنا نواسك، لم يقل - أى كعب -: جاء الغيث .. ولكنه التمييز .. قال: " وهذا من البلاء، فتيممت التنور فسجرته ". نعم: فقد يرزق العبد مالا ويظن أنه نعمة ويكون هذا المال بالنسبة له فتنة .. قد يرزق عملا وهذا العمل من وجهة نظر الناس جميعا كرم، وهو فى حقه بلاء .. قد يحفظ القرآن ويكون عليه حجة .. نعم: القرآن حجة لك أو عليك. قال العلماء: " إذا رأيت أن الله يعطى العبد على معاصيه، فاعلم أنه

1 / 156