أصول الوصول إلى الله تعالى
الناشر
المكتبة التوفيقية
رقم الإصدار
الثانية
مكان النشر
القاهرة
تصانيف
المؤمن فى هذه الدنيا فى شغل .. ومتى الفراغ؟ .. الفراغ فى الجنة .. فحينما تدخل الجنة افعل ما شئت .. الدنيا دار عمل، فلا تلبس ثياب الفراغ أثناء العمل، فلست فى فسحة من أمرك، ولذلك قال رسول الله ﷺ: " الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر ". [أخرجه مسلم] الدنيا سجن المؤمن، والسجن له ظروفه .. السجن له ملابسه وأكله وشربه، وله أحكامه ومواعيده، وله ضوابطه .. الدنيا سجن، فلا تحاول فى السجن أن تعيش الجنة.
السجن له مواعيده .. مواعيد الفسح .. هناك مواعيد للصلاة لا يصح النوم فيها ولا الشغل أثنائها، هذا هو سجن الدنيا .. لابد أن تقطع هكذا .. لكن الذى يريد أن يعيشها على أنها الجنة، فيأكل على مزاجه ويشرب على مزاجه ويمشى على مزاجه وينام على مزاجه، ويفعل ما يريد وما يشتهى، سيضل الطريق لا محالة.
لابد أن تعيش الدنيا كما يريد الله لا كما تريدها أنت .. فأنت الآن فى سجن التكاليف الشرعية .. وإن كنت مكتفا بهذه التكاليف النبيلة، فهناك أناس غيرك مكتفون أيضا بالعادات والتقاليد، لكن ليس لهم أجر ولك أنت أجر .. فلو كنت تمرض فالكفار يمرضون، ولو كنت تتعب فالمنافقون يتعبون .. إذا كنت تؤذى فى سبيل الله، فهناك من يؤذون من أجل مناهج باطلة بل وكفرية .. " إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون " (النساء: ١٠٤) أنت ترجو بالذى
1 / 151