أصول الوصول إلى الله تعالى
الناشر
المكتبة التوفيقية
رقم الإصدار
الثانية
مكان النشر
القاهرة
تصانيف
ولذلك قال الامام الشافعى " لا يصلح لطلب هذا العلم الا رجل ضربه الفقر. قالوا: ولا الغنى المكفّى؟ قال: لا .. يعنى: حتى من كان عنده مال يكفيه لا يصلح لطلب العلم .. ولأجل ذلك أقول بدون مبالغة: كلكم غير صالحين لطلب العلم، لأننا - يا شباب - أصحاب دنيا. فلنكن صادقين وواضحين وصرحاء .. فلو كنا نطلب الله لرضينا بالكفاف.
بقى بن مخلد .. ذلكم العالم تلميذ الامام أحمد، لما اشتكى إليه الطلبة الفقر، قال: والله لقد جاء علىّ يوم بعت فيه سروالى لاشترى الكاغد - الورق -، وقال: ولقد كانت تمضى علىيام لا أذوق فيها طعاما، فانتقل بين المزابل آكل ورق الكرنب الذى يلقيه الناس .. نعم: هذا هو طالب العلم .. وهذه هى الاخرة .. وهؤلاء هم الصادقون.
قال رسول الله ﷺ " طوبى لمن هدى الاسلام، ورزق كفافا، وقنعه الله بما آتاه" [صححه الألبانى]
وقال ﷺ " اللهم اجعل طعام آل محمد قوتا " [البخارى] وكان ﷺ لا يدخر لغد.
أخوتاه، ما المقصود بالصدق؟ .. لأن الناس اليوم قد صغروا قضية الصدق جدا، فعندما يأتى أحد ليتكلم فى الصدق تنصرف الاذهان الى قول الحق وصدق اللسان فقط، والصدق معنى لأكبر من ذلك بكثير ..
1 / 125