240

الأربعون العقدية

الناشر

دار الآثار

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

٢٠٢١ م

مكان النشر

مصر

تصانيف

لا يتكلم بالشهادتين مع القدرة، فعدم الشهادتين مع القدرة مستلزم انتفاء الإيمان القلبي التام. (^١) - وكذلك أجمع العلماء على ثبوت حكم الإسلام للكافرإذا نطق الشهادتين، نقل هذا الإجماع غير واحد من أهل العلم، كابن القيم وابن حزم. قال ابن رجب: ومن المعلوم بالضرورة أنَّ النَّبيَّ ﷺ كان يقبل مِنْ كل منْ جاءه يريدُ الدخولَ في الإسلامِ الشهادتين فقط، ويَعْصِمُ دَمَه بذلك، ويجعله مسلمًا، فقد أنكر على أسامة بن زيد قتلَه لمن قال: لا إله إلا الله، لما رفع عليه السيفَ، واشتدَّ نكيرُه عليه. (^٢) ثالثًا: أدلة اشتراط عمل القلب: ومن أدلة القرآن: قال تعالى (وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ) (البقرة/١٦٥) وقال تعالى (إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) (آل عمران: ١٧٥) * ومن السنة: عن أَبِي هُرَيْرَةَ ﵁ -قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ شُعْبَةً، أَفْضَلُهَا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَوْضَعُهَا إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنْ الطَّرِيقِ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنْ الْإِيمَانِ. (^٣) وعن أنس مَالِكٍ- ﵁ -قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: " لَا يَجِدُ أَحَدٌ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ حَتَّى يُحِبَّ الْمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ، وَحَتَّى أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الْكُفْرِ

(^١) مجموع الفتاوى (٧/ ٥٥٣) (^٢) وانظر جامع العلوم والحكم (ص/ ٢٢٨) ... تنبيه مهم: ليس المقصود بالشهادتين مجرد الإخبار عما فى النفس من العلم والجزم بأن لا إله إلا الله بل لابد أن يكون ذلك على وجه الإنشاء المتضمن الإلتزام والانقياد، ولهذا لم ينفع اليهود وغيرهم اعترافهم بالنبى ﷺ مع قولهم بالتوحيد؛ لأنَّ ذلك كان على سبيل الإخبار دون الرضا والانقياد للشريعة. (^٣) متفق عليه

1 / 259