117

الركن الخامس

الناشر

دار اقرأ للطباعة والنشر والتوزيع

مكان النشر

دمشق- سوريا

تصانيف

رؤوس أصحابها أنكاثًا وفق ما يتمناه الحاقدون - لا سمح الله - كي تتراجع قدرتها على بعث الأُمة من جديد (١)! وبهذه المناسبة أتوجَّهُ إلى كل من تسوِّلُ له نفسه العبث بالركن الخامس أو بأيٍّ من أركان الإسلام، بالقول: إننا لم نعرف في التاريخ أحدًا يريد أن يجدِّد قصرًا يبادرُ إلى هدمه، ويحوِّله إلى خراب! إنَّ تجديد البناء الشامخ العظيم يستندُ إلى بدهية مسلّم بها هي الحفاظ على جوهره وخصائصه، بما في ذلك غرفه الموزَّعةُ فيه وشرفاته المطلّة، فضلًا عن سواريه وأركانه، لذلك عندما جددت قريشٌ الكعبة رقمت حجارتها، ومِن ثَمّ أعادت كل حجر إلى مكانه. فالمعنى الصحيح لتجديد الدين الإسلامي على العموم، وفريضة الحج على الخصوص هو بالعودة بقوة إلى حياض هذا الدين من خلال تمتينه في عقولنا وقلوبنا بالحفاظ على جوهره، وأصوله وغاياته على ضوء ما في أيدينا من نصوص كتاب الله، وما صح من أحاديث عن رسول الله ﷺ على قاعدة قول جابر: "رسولُ الله بين أظهرنا، وعليه ينزل القرآن، وهو يعرفُ تأويله"، وعلى القاعدة النبوية الشهيرة: "عليكم بسنتي

(١) من تلك الدعوات ما جاء على لسان بعض الصحفيين الذين لا نصيب لهم من العلوم الإسلامية سوى القراءة الصحفية السطحية؛ حيث راحو يدوسون كرامة البحث وموضوعيته باقتراحات الغث من الآراء في وصاية تبجح على الله وأحكامه، يزعمون فيها أنهم وجدوا الدواء الناجع لمنع الازدحام في هذه الفريضة من خلال تقسيم الحجاج على دفعات على أشهر ثلاثة؛ لأن الحج له أشهر معلومات! ولا أدري هل يروننا نتسلى في الحج، أو نختلق الخصوصيات من بنات أفكارنا كما يفعلون؟ فهذا الكلام الباهت المفتقر إلى الجذور التي ترفده بالحياة هو مدعاة للضحك فإذا كان الحج أشهرًا معلومات فهل يوم عرفات كذلك؟ وهل يوم النحر وأيام التشريق كذلك؟ وكيف يمكننا تقسيم تلك الأيام على تلك الأشهر؟ .

1 / 119