ﷺ يوم النحر، وهذا من معجزاته أن بارك في أسماعهم وقوَّاها حتى سمعها القاصي والداني، حتى كانوا يسمعون وهم في منازلهم (١)، فعن عبد الرحمن بن معاذ التيمي ﵁ قال: «خطبنا رسول اللَّه ﷺ ونحن بمنى، فَفُتِحت أسماعُنا حتى كنا نسمع ما يقول، ونحن في منازلنا ..» (٢).
٥ - وصيته ﷺ لأمته في أوسط أيام التشريق:
وخطب ﷺ الناس في اليوم الثاني عشر من ذي الحجة، وهو ثاني أيام التشريق، ويقال له: يوم الرؤوس؛ لأن أهل مكة يسمونه بذلك؛ لأكلهم رؤوس الأضاحي فيه، وهو أوسط أيام التشريق (٣)، فعن أبي نجيح، عن رجلين من أصحاب النبي ﷺ، وهما من بني بكر، قالا: رأينا رسول اللَّه ﷺ يخطب بين أوسط أيام التشريق، ونحن عند
راحلته، وهي خطبة رسول اللَّه ﷺ التي خطب (٤) بمنى (٥)، وعن أبي
_________
(١) انظر: عون المعبود، ٥/ ٤٣٦، وفتح الملك المعبود، ٢/ ١٠٦.
(٢) أبو داود، برقم ١٩٥٧، وفي آخره قصة تدل على أنه يوم النحر، والحديث صححه الألباني في صحيح سنن أبي داود، برقم ١٧٢٤، ١/ ٣٦٩.
(٣) انظر: عون المعبود شرح سنن أبي داود، ٥/ ٤٣٢، وفتح الملك المعبود تكملة المنهل العذب المورود، ٢/ ١٠٠، وفتح الباري، ٣/ ٥٧٤.
(٤) ومعنى قوله: <وهي خطبته التي خطب بمنى"، أي مثل الخطبة التي خطبها يوم النحر بمنى، فالخطبتان: في يوم النحر، وفي ثاني أيام التشريق اليوم الثاني عشر متحدتان في المعنى. انظر: عون المعبود، ٥/ ٤٣١، وفتح الملك المعبود، ٢/ ١٠٠.
(٥) أبو داود، برقم ١٩٥٢، ويشهد له حديث سرَّاء بنت نبهان، برقم ١٩٥٣، وصحح حديث أبي نجيح الألباني في صحيح سنن أبي داود، ١/ ٣٦٨، برقم ١٧٢٠.
1 / 29