99

الأثر المشهور عن الإمام مالك ﵀ في صفة الاستواء

الناشر

الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة

رقم الإصدار

السنة الثالثة والثلاثون،العدد الحادي عشر بعد المائة

سنة النشر

١٤٢١هـ/٢٠٠٠م

تصانيف

قلبك"١.
وقال مصعب بن سعد: "لا تجالس مفتونًا، فإنَّه لن يخطئك منه إحدى اثنتين: إمَّا أن يفتنك، وإمّا أن يؤذيك قبل أن تفارقه"٢.
وقال الأوزاعي: "لا تمكّنوا صاحب بدعة من جدل فيورث قلوبكم من فتنة ارتيابًا"٣.
وقال أيوب السختياني: "دخل على محمد بن سيرين رجلٌ فقال: يا أبا بكر أقرأ عليك آية من كتاب الله لا أزيد على أن أقرأها ثم أخرج، فوضع أصبعيه في أذنيه، ثم قال: أحرج عليك إن كنت مسلمًا لما خرجت من بيتي، قال: فقال: يا أبا بكر إني لا أزيد على أن أقرأ ثم أخرج، قال: فقال بإزاره يشدّه عليه وتهيّأ للقيام فأقبلنا على الرجل فقلنا: قد حرج عليك إلاَّ خرجت، أفيحلّ لك أن تخرج رجلًا من بيته، قال: فخرج، فقلنا: يا أبا بكر ما عليك لو قرأ آية ثم خرج، قال: إني والله لو ظننت أنَّ قلبي يثبت على ما هو عليه ما باليت أن يقرأ، ولكني خِفتُ أن يُلقيَ في قلبي شيئًا أجهد أن أخرجه من قلبي فلا أستطيع"٤.
لأجل هذا كان أئمة السلف يوصون بعدم مجالسة أهل الأهواء ويأمرون بإخراجهم من مجالسهم.
وهذا الرجل الذي أمر مالك ﵀ بإخراجه من مجالسه قد خاض في متشابه القرآن الكريم، إذ الصفات من حيث الكنه والكيفية أمرها من المتشابه

١ رواه ابن بطة في الإبانة (٢/٤٣٦) .
٢ رواه ابن بطة في الإبانة (٢/٤٤٢) .
٣ رواه ابن وضاح في البدع والنهي عنها (ص:٣٥) .
٤ رواه ابن وضاح في البدع والنهي عنها (ص:٥٣) .

1 / 58