الأثر المشهور عن الإمام مالك ﵀ في صفة الاستواء
الناشر
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
رقم الإصدار
السنة الثالثة والثلاثون،العدد الحادي عشر بعد المائة
سنة النشر
١٤٢١هـ/٢٠٠٠م
تصانيف
سلمة في آية الاستواء حيث قال: "فقد صرّحت بالقول بالاستواء غير معقول، وهذا يمنع تأويله على العلوّ والاستيلاء"١.
قال هذا ﵀، مع أنَّ لفظ الأثر عنده "الاستواء غير مجهول" أي غير مجهول المعنى وهو العلو والارتفاع كما تقدّم فكيف يُقال: إنَّه يمتنع تأويله بالعلوّ، مع أنَّ هذا هو معنى اللفظ في لغة العرب.
الثاني: قول القرطبي بعد أن نقل ما قيل في معنى الاستواء حيث قال: "أظهر الأقوال وإن كنتُ لا أقول به ولا أختاره ما تظاهرت عليه الآي والأخبار والفضلاء الأخيار أنَّ الله سبحانه على عرشه كما أخبر في كتابه بلا كيف بائنٌ من جميع خلقه، هذا جملة مذهب السلف الصالح"٢.
فهو كلام غريب من مثله ﵀، إذ كيف يكون على علم بتظاهر الآيات عليه وقول الفضلاء الأخيار به وأنَّه مذهب السلف الصالح ثم يصرّح بأنَّه لا يقول به ولا يختاره، ﴿فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلال﴾، ولذا قال السفاريني ﵀ بعد أن نقل كلامه هذا: "وفي قوله ﵀: "وإن كنتُ لا أقول به" غاية العجب، لأنَّه اعترف بتظافر الآيات القرآنية عليه ودلالة الأخبار النبوية إليه، وتعويل السلف الصالح الأخيار عليه، فكيف يليق من مثله أن يقول: "وإن كنتُ لا أقول به ولا أختاره" مع الدلالات القرآنية والأحاديث النبوية، وكونه معتقد الرعيل الأول والحزب الذي عليه المعوَّل ... "٣. وبالله وحده التوفيق.
١ إبطال التأويلات (١/٧١) .
٢ ذكره في كتابه الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى، ونقله مرعي الكرمي في أقاويل الثقات (ص:١٣٢)، والسفاريني في لوائح الأنوار السنية (١/٣٦٤) .
٣ لوائح الأنوار السنية (١/٣٦٤)، وانظر: أقاويل الثقات لمرعي الكرمي (ص:١٣٢) .
1 / 24