شرح الدر النضيد في إخلاص كلمة التوحيد

محمد حسن عبد الغفار ت. غير معلوم
29

شرح الدر النضيد في إخلاص كلمة التوحيد

تصانيف

ضوابط وشروط الشفاعة ضبطت الشفاعة بضوابط واشترط لها شروطًا حتى تتم عند الله ﷿، ومن هذه الشروط: الشرط الأول: الإذن للشافع، قال الله تعالى: ﴿مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ﴾ [البقرة:٢٥٥] أي: لا يشفع أحد عند الله إلا بإذنه، وهذا عند أهل البلاغة يسمى أسلوب حصر: (من) و(إلا)، أي: لا يشفع أبدًا (نفي)، إلا من أذن له الرحمن سبحانه جل في علاه (إثبات). الشرط الثاني: الرضا، أي: لابد أن يرضى عن الشافع والمشفوع له، فرضاه سبحانه عن الشافع تأتي ضمنًا للإذن. والرضا عن المشفوع له؛ لقول الله تعالى: ﴿وَلا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى﴾ [الأنبياء:٢٨] أي: ارتضى عن المشفوع له وعن الشافع. فهذه هي شروط وقيود وضوابط للشفاعة التي أباحها الله جل في علاه؛ لأن الله نفى نفيًا تامًا أن تكون هناك شفاعة، قال الله تعالى: ﴿وَلا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلا تَنفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلا هُمْ يُنصَرُونَ﴾ [البقرة:١٢٣] وأيضًا قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خُلَّةٌ وَلا شَفَاعَةٌ﴾ [البقرة:٢٥٤]، فنفى الشفاعة، ثم استثنى من هذا النفي العام شفاعة يرضاها الله جل في علاه، ويأذن للشافع أن يشفع فيها.

3 / 3