الكلام على قوله تعالى ﴿إنما يخشى الله من عباده العلماء﴾
محقق
أبي مصعب طلعت بن فؤاد الحلواني
الناشر
الفاروق الحديثة للطباعة والنشر
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٣ م
تصانيف
وعن الحسن البصري أنَّه سئل عنها، فَقَالَ: هم قوم لم يعلموا ما لهم وما عليهم.
قِيلَ لَهُ: أرأيت لو كانوا علموا؟
قال: فليخرجوا منها فإنها جهالة.
ومما يُبين أن العِلْم يوجب الخشية، وأن فقده يستلزم فقد الخشية وجوه:
أحدها: أن العِلْم بالله تعالى وماله من الأسماء والصفات كالكبرياء والعظمة والجبروت والعزة وغير ذلك يوجب خشيته، وعدم ذلك يستلزم فقد هذه الخشية.
وبهذا فسر الآية ابن عباس فَقَالَ: يريد إِنَّمَا يخافني من علم جبروتي وعزتي وجلالي وسلطاني.
ويشهد لهذا قول النبي ﷺ: "إني لأعلمكم بالله وأشدكم له خشية" (١).
وكذلك قوله ﷺ: "لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلًا ولبكيتم كثيرًا" (٢).
وفي "المسند" (٣) وكتاب الترمذي (٤) وابن ماجه (٥) من حديث أبي ذر، عن النبي ﷺ قال: «إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ، وَأَسْمَعُ مَا لَا تَسْمَعُونَ، إِن السَّمَاءُ أَطَّت وَحُقَّ لَهَا أَنْ تَئِطَّ، لَيسَ فِيهَا مَوْضِعُ أَرْبَعِ أَصَابِعَ إِلَّا وَمَلَكٌ وَاضِعٌ جَبْهَتَهُ سَاجِدًا لِلَّهِ ﷿، وَاللَّهِ لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا،
_________
(١) أخرجه البخاري (٦١٠١) ومسلم (٢٣٥٦) من حديث عائشة بلفظ، "فوالله لأنا أعلمهم بالله وأشدهم له خشية".
(٢) أخرجه البخاري (٤٦٢١، ٦٤٨٦)، ومسلم (٢٣٥٩) من حديث أنس.
(٣) (٥/ ١٧٣).
(٤) برقم (٢٣١٢). وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، ويروى من غير هذا الوجه أن أبا ذر قاله: لوددت أني شجرة تعضد. وقال الترمذي: وفي الباب عن أبي هريرة وعائشة وابن عباس وأنس.
(٥) برقم (٤١٩٠).
2 / 789