116

الموسوعة في صحيح السيرة النبوية - العهد المكي

الناشر

مطابع الصفا

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٣ هـ

مكان النشر

مكة

تصانيف

الكاهنة وقيل بعثته ﷺ بعشرين سنة، أو قريبا من عشرين سنة، أتت قريش كاهنة، فقالوا لها: أخبرينا بأقربنا شبها بصاحب هذا المقام. (١) فقالت: إن أنتم جررتم كساء على هذه السهلة ثم مشيتم عليها أنبأتكم. فجروا، ثم مشي الناس عليها، فأبصرت أثر محمَّد ﷺ، فقالت: هذا أقربكم شبها به. (٢) ذكر حضور رسول الله ﷺ حِلْف الفضول قال: أخبرنا محمد بن عمر بن واقد الأسلمي، أخبرنا الضحّاك بن عثمان. عن عبد الله بن عروة بن الزبير عن أبيه قال: سمعتُ حكيم بن حزام يقول: كان حلف الفضول مُنْصَرَفَ قريش من الفجار، ورسول الله، ﷺ، يومئذ ابن عشرين سنة. قال: قال محمَّد بن عمر: وأخبرني غير الضحاك قال: كان الفجار في شوّال وهذا الحلف في ذي القعدة وكان أشرف حِلف كان قطّ، وأول من دعا إليه الزبير بن عبد المطلب، فاجتمعت بنو هاشم وزهرة وتيم في دار عبد الله بن جُدعان، فصنع لهم طعامًا فتعاقدوا وتعاهدوا بالله قائلين: لنكونن مع المظلوم حتى يُؤدى إليه حقه ما بَلّ بحر صوفه، وفي التآسي في المعاش، فسمّث قريش ذلك الحلف حلف الفضول. قال: وأخبرنا محمَّد بن عمر قال: فحدثني محمَّد بن عبد الله عن الزهري عن طلحة بن عبد الله بن عوف عن عبد الرحمن بن أزهر عن جُبير بن مُطعم قال: قال رسول الله، ﷺ: مَا أُحِب أنّ لي بحِلفٍ حَضَرْتُهُ بدَارِ ابن جُدْعَانَ حُمْرَ النّعَم وأنّي أغْدِرُ به، هاشِمٌ وزُهْرَةُ وَتَيْمٌ تَحَالَفُوا أن يكونوا مع المَظْلُومِ مَا بَلّ بحْرٌ صُوفَةً ولَوْ دُعيتُ به لأجَبتُ وهو حِلْفُ الفُضُولِ. قال محمَّد بن عمر: ولا نعلم أحدًا سبق بني هاشم بهذا الحلف.

(١) صاحب المقام هو سيدنا إبراهيم الخليل ﵊ وكان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم يشبهه. (٢) أخرجه أحمد [١/ ٣٣٢]

1 / 116