الآثار التربوية لدراسة اللغة العربية
الناشر
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
رقم الإصدار
العدد (١٢١)
سنة النشر
السنة (٣٥) ١٤٢٤هـ
تصانيف
لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ﴾ ١.
ومن النصوص الشعرية التي تمثل فيها عمق الخيال التشبيهي قول امرئ القيس٢.
وليل كموج البحر أرخى سُدُلَه ... علىَّ بأنواع الهموم ليبتلي
فقلت له لما تمطى بصلبه ... وأردف أعجازًا وناءَ بكلكل
ألا أيه الليل الطويل ألا انجل ... بصبح وما الإصباح منك بأمثل
فهذه صورة خيالية بلاغية جميلة التصوير في توضيح عظم ما أصابه من هم، فشبه الشاعر الليل في رهبته بموج البحر في قوته وعنفوانه، وقد أسدل على الشاعر سواده ليختبر صبره، ثم يخاطب الليل وكأنه بعير يمد ظهره، ويثني برفع مؤخرته، ثم ينهض بصدره، ثم يسأل ويطلب انكشاف الليل عن الصباح وإن كان الصباح ليس بأحسن حالًا من الليل، لأن الهم قد ملأ ليله ونهاره.
وقول الشاعر طرفة بن العبد ٣.
لخولة أطلالُ ببرقة ثهمد ... تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليد
فوصف الشاعر أطلال خولة بصورة رائعة التشبيه الخيالي كأنها مثل النقش القديم المتبقي علي اليد، وكأنه متهشم.
ومن شعر الدعوة، يقول أحدهم ٤:
وأصغي إلى وحي السماء يهزني ... وينساب في الأحشاء كالنبع صافيًا
١ سورة النور، آية رقم (٣٩ـ٤٠) . ٢ امرئ القيس، ديوان امرئ القيس (١/١٨) . ٣ طرفة بن العبد، ديوان طرفة بن، ص (٣٠) . ٤ ناصر بن عبد الرحمن الخنين، الالتزام الإسلامي في الشعر، ص (٢١٤)، وقائلها عبد الحفيظ عبد السميع صقر.
1 / 495