الآثار التربوية لدراسة اللغة العربية
الناشر
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
رقم الإصدار
العدد (١٢١)
سنة النشر
السنة (٣٥) ١٤٢٤هـ
تصانيف
يونس بن عبد الأعلى، قال: ما كان الشافعي إلا ساحرًا ١ ما كنا ندري ما يقول إذا قعدنا حوله، كأن ألفاظه سكر، وكأن قد أوتي عذوبة منطق وحسن بلاغة، وفرط ذكاء وسيلان ذهن، وكمال فصاحة وحضور حجة ٢.
فتأمل موقع الكلمة وقدرها في هذا الوصف الجميل لألفاظ وكلام الإمام الشافعي ﵀ وما أحدثته عند سامعيه.
بل إن في الكون الذي يحيط بنا آيات بينات، فكيف إذا لفت الانتباه لها بأسلوب أدبي رفيع يربي في الناشئة قوة الملاحظة بالوصف الجميل والبيان الواضح، فالكون من حولنا فيه تناسق.. والسماء فيها زينة ... والأرض فيها جنات معروشات، وغير معروشات.. والحيوان فيه جمال.. والنبات والثمر والأزهار بألوانها وأشكالها وروائحها، فيها تناسق وجمال، والإنسان نفسه في أحسن صورة، وأكرم تقويم ٣.
فإذا بينت الآيات الباهرات في هذه المخلوقات وغيرها بأسلوب أدبي بديع أحدثت في نفس السامع أثرًا وذوقًا لغويًا، وترسخت تلك المعاني والألفاظ بصورها وأشكالها في ذهنه، ونسجت لها بيتًا لغويًا وأدبيًا في ذاكرته، وعمرت معجمه اللغوي بألفاظ بديعة، تمكنه من التنقل بينها عند التعبير والإفصاح عن مراده.
ومثال ذلك وصف الزروع والمروج وهي تكسي الأرض الصفراء حلة خضراء مليئة بالأزهار والأطيار كالقصيدة المشهورة للبحتري في وصف الربيع التي مطلعها ٤:
_________
١ ليس المقصود هو إتيان السحر وإنما لبيانه جمالًا وعذوبة كما قال ﷺ: "إن من البيان لسحرًا".
٢ الذهبي، سير أعلام النبلاء (١٠/٤٨) .
٣ عبد الحميد الهاشمي، الرسول العربي المربي، ص (٦٦) .
٤ ديوان البحتري، البحتري (٢/٢٩٠) .
1 / 474