وقال أيضًا: "وبالجملة فمسألة الكلام مما كثر فيها النزاع بين العلماء الأعلام ... والذي تحرر فيها أن هذه الألفاظ التي نتلوها ونتعبد بتلاوتها حادثة، والقول بقدمها سفسطة إلا أنّ السلف تحاشوا عن القول بحدوثها، ...
ومعنى كونه كلام الله أنه ليس من تأليف البشر، بل نزل به جبريل ﵇ على النبي ﷺ، ونزل باللفظ والمعنى جميعا على ما هو التحقيق خلافا لما قيل إنّ جبريل يلهم المعنى ويعبر للنبي ﷺ عنه، ولمن قال: يلقي المعنى في قلبه ﷺ، وهو الذي يعبر.
ثم إن هذه الألفاظ دالة على الصفة النفسية القديمة، فالدال حادث والمدلول قديم، وهذا المدلول هو المراد بقولهم المقروء قديم والقراءة حادثة" (^١).
وقال أيضًا: "ووجه إضافته [أي: الكلام النفسي] بهذا المعنى له تعالى أنه صفته، وبالمعنى الأول [أي: الكلام اللفظي] أنه تعالى أنشأه برقومه في اللوح المحفوظ، ومنع السلف من إطلاق القول بخلق القرآن بهذا المعنى أدبًا وتحرزًا عن ذهاب الوهم إلى المعنى النفسي" (^٢).
_________
(^١) المصدر السابق (٢/ ٤٥٩ - ٤٦٠).
(^٢) المصدر السابق (١/ ٢٩٣).
1 / 40