المراد بقول ابن كلاب ومن تبعه:
"التلاوة غير المتلو"
تقدم أنّ الذين قالوا من أهل السنة والحديث: التلاوة هي المتلو، قصدوا بالتلاوةِ القولَ -الذي هو حروف منظومة ومعان مفهومة- المقترن بالحركة، وهي الكلام المتلو، وليس مقصودهم بالتلاوة أصوات العباد وحركاتهم وأفعالهم.
وأنّ مَن فرّق من أهل السنة -كالإمام البخاري - بين التلاوة والمتلو، فمرادهم بالتلاوة فِعْلُ العبد الذي هو صوته وحركاته، ومرادهم بالمتلو القرآن العربي الذي نزل به جبريل على نبينا محمد ﷺ، المُثبَت في المصاحف.
أما ابنُ كلاب ومن تبعه فإنهم إذا قالوا: التلاوة غير المتلو، والقراءة غير المقروء، فإنّ مرادهم بالتلاوة والقراءة القرآن العربي الموجود بين دفتي المصحف، وأن الله تعالى لم يتكلم به، ويقصدون بالمتلو والمقروء الصفة القديمة القائمة بالذات.
1 / 172