209

آراء محمد رشيد رضا العقائدية في أشراط الساعة الكبرى وآثارها الفكرية

الناشر

مكتبة الإمام الذهبي للنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٣٥ هـ - ٢٠١٤ م

مكان النشر

الكويت

تصانيف

٤ - أما قوله: «فهل يجب أن تكون حكايته ﷺ لما حدثه به تميم تصديقًا له؟». (١)
الرد
يرى الشيخ رشيد رضا، أن مجرد حكاية النبي ﷺ لما حدثه به تميم الداري- ﵁ ليس دليلا على أنه مصدق له ولما قاله! !
بل قد يكون مكذبًا له، ولما جاء به، ويحكيه عنه، ويرويه للناس! !
وهذا والله مبالغة وتكلف في إيراد الإشكالات والتساؤلات والشبهات لرد حديث تميم الداري- ﵁، فالشيخ رشيد ﵀ وغفر له يحاول بكل ما أوتي من حجه وبيان أن يثير الشبه حول حديث الجساسة، من أجل رده وأنى له ذلك.
فهل يعقل أن ينقل رجلا من عامة الناس كلامًا عن رجلٍ آخر، ويجمع له الناس ويحدثهم به وهو في قرارة نفسه غير مصدقٍ به، فضلًا عن أن يكون الناقل هو النبي ﷺ المؤيد بالوحي من رب العالمين.
فإذا كان النبي ﷺ غير مصدق لما جاء به تميم الداري- ﵁، وغير مصدق لما قال له، فلما يجمع الناس، ويرسل المنادي أن ينادي «الصلاة جامعة» ثم يلزم الناس بالجلوس بقوله ﷺ «ليلزم كلُ إنسانٍ مصلاه»، ثم قال «أتدرون لم جمعتكم؟ قالوا الله ورسوله أعلم، قال إني والله ما جمعتكم لرغبة ولا رهبه، ولكن جمعتكم لأن تميم الداري كان رجلًا نصرانيًا فجاء فبايع

(١) تفسير المنار (٩/ ٤٩٥).

1 / 217