181

آراء محمد رشيد رضا العقائدية في أشراط الساعة الكبرى وآثارها الفكرية

الناشر

مكتبة الإمام الذهبي للنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٣٥ هـ - ٢٠١٤ م

مكان النشر

الكويت

تصانيف

فالعلامات والأمارات قد تكون بعيده عن قيام الساعة كبعثة النبي ﷺ وموته والتطاول في البنيان.
فلا تعارض إذن ولا منافاة بين وجود الأمارات، ومجيء الساعة بغته.
ثم إن هناك فرقا بين الساعة وأماراتها كما ورد في حديث جبريل ﵇، الذي ورد في الصحيحين عندما سأل جبريل النبي ﷺ عن الساعة فقال ﷺ: ما المسؤول عنها بأعلم من السائل، فقال جبريل ﵇: فأخبرني عن أماراتها؟ أي عن أمارات الساعة ولا أظن أن الشيخ ينكره، ثم إن بعثة النبي ﷺ من أعظم علامات الساعة، كما ذكر الشيخ من قبل، فلا ينافي هذا كون إتيان الساعة بغتة يقول الله تعالى: ﴿إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا﴾ (١) فأمارات الساعة إذا مما يستأنس به المؤمنون ويزيدهم إيمانًا. (٢)
فالأمارات تجعل البشر يستعدون للساعة، وكأنها مقبلة الآن، فتكون حاضرة في وجدانهم، وإن لم تكن حاضرة في واقعهم، وتجعلهم يتوقعونها في كل آنٍ وحين مع جهلهم بوقتها. (٣)
فال القرطبي: «والحكمة في تقديم الأشراط ودلالة الناس عليها تنبيه الناس على رقدتهم، وحثهم على الاحتياط لأنفسهم بالتوبة والإنابة، كي لا يباغتوا بالحول بينهم وبين تدارك العوارض منهم، فينبغي للناس أن

(١) طه ١٥.
(٢) المفسرون مدارسهم ومناهجهم، فضل حسن عباس، صـ ١٨٤.
(٣) موقف المدرسة العقلية الحديثة من الحديث النبوي الشريف، شفيق شقير صـ ٢٩٧.

1 / 189