الدلالات العقدية للآيات الكونية
الناشر
دار ركائز للنشر والتوزيع-الرياض
مكان النشر
اللملكة العربية السعودية
تصانيف
ومع هذا كله فقد أخبر الله ﷿ عن غفلة أكثر الناس عن التفكر في آياته، ودلائل توحيده كما قال تعالى: ﴿وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ﴾ (^١).
قال ابن جرير (^٢)
﵀: " يقول -جل وعز-: وكم من آية في السماوات والأرض لله، وعبرةٍ وحجةٍ، وذلك كالشمس والقمر والنجوم ونحو ذلك من آيات السماوات، وكالجبال والبحار والنبات والأشجار وغير ذلك من آيات الأرض، ﴿يَمُرُّونَ عَلَيْهَا﴾، يقول: يعاينونها فيمرُّون بها معرضين عنها لا يعتبرون بها، ولا يفكرون فيها وفيما دلت عليه من توحيد ربها، وأن الأولوهة لا تنبغي إلا للواحد القهار الذي خلقها وخلق كلَّ شيء فدبَّرها" (^٣).
وقال تعالى في ذم الغافلين عن آيات الله: قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ (٧) أُولَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾ (^٤).
قال ابن كثير ﵀: " يقول الله تعالى مخبرًا عن حال الأشقياء الذين كفروا بلقاء الله يوم القيامة ولا يرجون في لقائه شيئا، ورضوا بهذه الحياة الدنيا واطمأنت إليها نفوسهم.
(^١) يوسف: ١٠٥. (^٢) هو أبو جعفر محمد بن يزيد بن كثير الطبري، الإمام المفسر، أحد أعلام السلف، من مؤلفاته: جامع البيان في تأويل آي القرآن، وتاريخ الأمم والملوك، وصريح السنة، وغيرها، توفي سنة ٣١٠. انظر: سير أعلام النبلاء: ١٤/ ٢٦٧، شذرات الذهب: ٢/ ٢٦٠. (^٣) تفسير الطبري: ١٣/ ٩٢. (^٤) يونس: ٧ - ٨.
1 / 60