الدلالات العقدية للآيات الكونية
الناشر
دار ركائز للنشر والتوزيع-الرياض
مكان النشر
اللملكة العربية السعودية
تصانيف
وَالْأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلَى ذَلِكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ﴾ (^١).
ويأمر الله ﷿ نبيه محمدًا ﷺ بأن يقول لقومه: ﴿قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ﴾ (^٢)، فيكون الجواب الفطري منهم: ﴿سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ﴾ (^٣)، وفي هذا يقرر تعالى وحدانيته، واستقلاله بالخلق والتصرف والملك، ليرشد إلى أنه الذي لا إله إلا هو، ولا تنبغي العبادة إلا له وحده لا شريك له (^٤).
وفي خبر فتية الكهف أنهم قاموا واستدلوا على ربهم الذي يجب أن يعبد ويدعى بقولهم: ﴿رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا﴾ (^٥)، فالعبادة لا تنبغي إلا لله الذي خلق السماوات والأرض.
فكثيرًا ما يقرر تعالى مقام الإلهية بالاعتراف بتوحيد الربوبية (^٦).
١ - بعض أنواع العبادة القلبية:
قد دلت هذه الآية الكونية - السماء - على بعض أنواع العبادة القلبية، ومنها:
أ- الإخلاص:
قال تعالى مخبرا عن إبراهيم ﵇ أنه قال: ﴿إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ (^٧) "أي إنما أعبد الله
(^١) الأنبياء: ٥٦.
(^٢) المؤمنون: ٨٦.
(^٣) المؤمنون: ٨٦ - ٨٧.
(^٤) انظر: تفسير ابن كثير: ٥/ ٤٨٩، وتفسير ابن سعدي: ٥٥٧.
(^٥) الكهف: ١٤.
(^٦) انظر: تفسير ابن كثير: ٦/ ٢٩٤.
(^٧) الأنعام: ٧٩.
1 / 234