211

الدلالات العقدية للآيات الكونية

الناشر

دار ركائز للنشر والتوزيع-الرياض

مكان النشر

اللملكة العربية السعودية

تصانيف

لا يقبل إلا طيبا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال: ﴿يَاأَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ﴾ (^١)، وقال: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ﴾ (^٢)، ثم ذكر الرجل يطيل السفر، أشعث أغبر، يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب، ومطعمة حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام، فأنى يستجاب لذلك؟ " (^٣).
١٣ - صفة الاستواء:
حيث أخبر الله جل وعلا أن الاستواء على العرش كان بعد خلق السماوات والأرض (^٤) فقال: ﴿الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا﴾ (^٥).
١٤ - صفة النزول:
ورد في الحديث عن أبي هريرة ﵁ أن رسول الله ﷺ قال: "ينزل ربنا ﵎ كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فأستجيب له، ومن يسألني فأعطيه ومن يستغفرني فأغفر له" (^٦)، وفيه دليل على نزول الله سبحانه إلى السماء الدنيا كل ليلة (^٧).

(^١) المؤمنون: ٥١.
(^٢) البقرة: ١٧٢.
(^٣) صحيح مسلم، كتاب الزكاة، باب قبول الصدقة من الكسب الطيب وتربيتها: ٢/ ٧٠٣ برقم (١٠١٥).
(^٤) انظر: تفسير الطبري: ١٩/ ٣٥، وتفسير ابن كثير: ٤/ ٢٧٤.
(^٥) الفرقان: ٥٩.
(^٦) صحيح مسلم، كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب الترغيب في الدعاء والذكر في آخر الليل والإجابة فيه: ١/ ٥٢١ برقم (٧٥٨).
(^٧) انظر: التهميد لابن عبد البر: ٧/ ١٢٨، واجتماع الجيوش الإسلامية: ١٤٣.

1 / 229