الدلالات العقدية للآيات الكونية
الناشر
دار ركائز للنشر والتوزيع-الرياض
مكان النشر
اللملكة العربية السعودية
تصانيف
لها تأثير في حياة أو موت وإنما المحي والمميت هو خالقها سبحانه، ولذلك جاء في الحديث السابق: "فإذا رأيتم - يعني الكسوف- فصلوا وادعوا الله".
خامسًا: الخوف والوجل من الله ﷿ عند حدوث التغييرات الكونية
فقد كانت حاله ﷺ بخلاف حال الناس، من الخوف من الله حتى يعرف ذلك من فعله وحاله، فلما كسفت الشمس قام فزعًا يخشى أن تكون الساعة (^١).
وعن عائشة ﵂ زوج النبي ﷺ قالت: ما رأيت رسول الله ﷺ ضاحكا حتى أرى منه لهواته، إنما كان يبتسم، قالت: وكان إذا رأى غيما أو ريحا عرف في وجهه، قالت: يا رسول الله، إن الناس إذا رأوا الغيم فرحوا رجاء أن يكون فيه المطر، وأراك إذا رأيته عرف في وجهك الكراهية؟ فقال: "يا عائشة ما يؤمنني أن يكون فيه عذاب؟ عذب قوم بالريح، وقد رأى قوم العذاب فقالوا: ﴿هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا﴾ (^٢) " (^٣).
(^١) صحيح البخاري، كتاب الكسوف، باب الذكر في الكسوف: ٢١١ برقم (١٠٥٩).
(^٢) الأحقاف: ٢٤.
(^٣) صحيح البخاري، كتاب التفسير، باب قوله تعالى: ﴿فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ﴾: ٩٤٨ برقم (٤٨٢٨).
1 / 120