الفصل الخامس: التطبيقات التربوية لأسلوب الحوار:
أسلوب الحوار المنهجي القائم بأركانه وضوابطه وآدابه، له أهمية كبيرة وخاصة في مثل هذا الزمن، نظرًا لكثرة الاختلافات والصراعات القائمة وبخاصة في المجتمعات الإسلامية، فالحروب وإثارة الفتن وغيرها ليست حلًا، فضلًا عن أنها مدمرة؛ لذا استشعر العالم أجمع بمختلف الأديان والأجناس والعادات والتقاليد، تلك الأهمية الكبيرة للحوار في حل مشاكلهم، فأخذوا ينادون إلى الحوار، ولكن يعجز الكثير في الوصول إلى الحل، وذلك ناشئ عن خلل كبير في معرفة ضوابط الحوار وآدابه والالتزام بها، وكذا الحال في أوساط المجتمع الواحد بدءًا بالأسرة والمسجد والمدرسة؛ لذلك لا بد من بيان الكيفية الصحيحة في تطبيق الحوار المنهجي الهادف.
المبحث الأول: تطبيقاته في الأسرة:
الأسرة نواة المجتمع الأولى وبصلاحها يصلح المجتمع، فهي التي تُنشِّئ الأجيال وتربيهم، وقد حرص الإسلام على الأسرة بدءًا باختيار الزوجة، ومن ثم قيام كل فرد بمهامه،كمسؤولية الوالدين الذي يقع على كاهلهم شيء عظيم.
والحوار الأسري مهم في نجاح الأسرة متى تم تطبيقه بشكل سليم، وإليك شيئًا من تلك التطبيقات.
إن الجلوس للحوار أمر مطلوب، فيلاحظ أن مصعب بن عمير ﵁ حرص على ذلك بقوله: " إن يجلس أكلّمه " (١)، لذا على الوالدين أن يعلموا أولادهم أسلوب الحوار المنهجي، من خلال الجلوس له وتدريبهم وتمثيل الأدوار حتى
(١) ابن هشام: مصدر سابق، ١/ ٤٣٥.
1 / 102