المشوق إلى القراءة وطلب العلم
الناشر
دار عالم الفوائد للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الثانية؛ ١٤٢٢ هـ
تصانيف
الليلة مع القافلة» اهـ.
أقول: فلله تلك الهمم ما أسمقها وأعلاها! فهل سمعت بمثل هذه الهمم والعزائم؟ ! فاليومُ الثالث جميعُه في القراءة (من ضحوةِ إلى المغرب، ومن المغرب إلى الفجر)، فبمثل هذه الهمة بلغ الخطيب إلى ما بلغ، حتى دُعي بـ «حافظ المشرق»، وصار بمثل هذه الهمة عمدة المحدثين ومعوّلهم، بل صاروا عِيالًا على كتبه كما قال ابنُ نقطة (١) .
- ما قيل حول هذه القصة
قال الحافظ الذهبي في «السِّير» (٢) -معلِّقًا-: «قلت: هذه والله القراءةُ التي لم يُسْمَع قطُّ بأسْرَعَ منها» .
وقال -أيضًا- في «تاريخ الإسلام» (٣): «وهذا شيءٌ لا أعلمُ أحدًا في زماننا يَسْتَطيعُه» .
وفي «الجواهر والدرر في ترجمة شيخ الإسلام ابن حجر» (٤) للسخاوي، أنه سأل شيخه -أي ابن حجر- «هل وقعَ لكم استيفاءُ يومٍ في القراءة؟ (يعني: مثل ما وقع للخطيب) فقال: لا، ولكن قراءتي «الصحيح» في عشرة مجالس لو كانت متواليةً لنقصت عن هذه الأيام، ولكن أين الثريَّا من الثرى، فإنّ الخطيب ﵀ قراءته في غايةٍ
_________
(١) «التقييد لرواة السنن والمسانيد»: (١/ ١٧٠) .
(٢) (١٨/ ٢٧٩- ٢٨٠) .
(٣) وَفَيَات (٤٦٣)، (ص/ ٩٩) .
(٤) (١/ ١٠٤) .
1 / 71