المشوق إلى القراءة وطلب العلم
الناشر
دار عالم الفوائد للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الثانية؛ ١٤٢٢ هـ
تصانيف
الفصل السابع: إيقاظات وتنبيهات
الأول: ما هي العلوم التي ينبغي التبحُّر فيها؟
لا شك أن الناس قدرات ومواهب، فينبغي للإنسان أن ينظر بعين البصيرة فيما يمكن أن يحسنه ويُبْدع فيه (وقيمة كل امرىءٍ ما يحسنه)، فيكرَّس فيه جهدَه ويستنفد فيه وُسْعَه، ويكون مع ذلك ذا همة عالية، فإن «من شَغَلَ نفسَه بأدنى العلوم وتركَ أعلاها -وهو قادر عليه-، كان كزارع الذُّرَة في الأرض التي يجود فيها البُرُّ، وكغارس الشَّعْراء (١) حيثُ يزكو النخل والزيتون» .
أمَّا «من مال بطبعه إلى علمٍ ما -وإن كان أدنى من غيره- فلا يشغلها بسواه، فيكون كغارس النارجيل (٢) بالأندلس، وكغارس الزيتون بالهند، وكلُّ ذلك لا يُنجب»، كما قال ابن حزم (٣) ﵀.
لكن السؤال، ما هي أجلّ العلوم؟
أجل العلوم ما قرَّبك من خالقك، وما أعانك على الوصول إلى
(١) ضرب من الحمضيات، ليس له ورق تحرص عليه الإبل. (٢) هو: جوز الهند. (٣) في «رسالة مداواة النفوس»: (١/ ٣٤٤) ضمن «رسائل ابن حزم» وما بين الأقواس منه.
1 / 113