صفة جزيرة الأندلس
الناشر
دار الجيل
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٤٠٨ هـ - ١٩٨٨ م
مكان النشر
بيروت - لبنان
تصانيف
متقنتين عجيبتى الشأن، تعرفان بالأخوين، وجعلها أم قواعد الأندلس، واشتق لها اسمًا من اسمه ومن اسم رومية فسماها رومية يوليش؛ ويقال إن إشبانيا اسم خاص ببلد إشبيلية الذي كان يبزله إشبان بن طيطش وباسمه سميت الأندلس إشبانيا، ولم تزل معظمة عند العجم من ذلك الوقت، وقد كان منها رجال ولوا قيادة العجم العظمى والمملكة بمدينة رومية، وروى ابن وضاح أن المرأة التي قتلت يحيى بن زكرياء ﵇ من إشبيلية من قرية طالقة.
وهي كبيرة عامرة لها أسوار حصينة، وأسواقها عامرة، وخلقها كثير، وأهلها مياسير، وجل تجارتهم الزيت يتجهزون به إلى المشرق والمغرب برا وبحرًا فيجتمع هذا الزيت من الشرف، وهو مسافة أربعين ميلًا كلها في ظل شجر الزيتون والتين، أوله مدينة إشبيلية، وآخره مدينة لبلة، وسعته اثنا عشر ميلًا، وفيه ثمانية آلاف قريةٍ عامرةٍ بالحمامات والديار الحسنة، وبين الشرف وإشبيلية ثلاثة أميال.
ومدينة إشبيلية موفية على النهر الكبير، وهو في غربيها؛ ويذكر في بعض الأخبار أن إشبان بن طيطش من ذرية طوبيل بن يافت بن نوح كان أحد أملاك الإشبانين، وخص بملك أكثر الدنيا، وأن بدء ظهوره كان من إشبيلية فغلظ أمره، وبعد صيته، وتمكن في كل ناحية سلطانه: فلما ملك نواحى الأندلس، وطاعت له أقاصى البلاد خرج في السفن من إشبيلية إلى إيلياء؛ فغنمها وهدمها وقتل بها من اليهود
1 / 19