كتبه، وأرسل رسله بالبشارة والنذارة، وبين ما يحبه ويرضاه مما يكرهه ويأباه؛ لئلا يبقى لمعتذر عذر " (١).
o محبة الرسل عليهم الصلاة والسلام وتعظيمهم، والثناء عليهم بما يليق بهم، لأنهم رسل الله تعالى، قاموا بعبادته، وبلغوا رسالاته، ونصحوا لعباده. وقد أخذ الله العهد على بني إسرائيل بذلك فقال لهم ﷿ ﴿لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنْتُمْ بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلَأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ فَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ﴾ (٢). وخاطب سبحانه أهل الإيمان فقال لهم ﴿لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا﴾ (٣) قال ابن كثير ﵀: "قال ابن عباس وغير واحد: يعظموه، ﴿وَتُوَقِّرُوهُ﴾ من التوقير وهو الاحترام والإجلال والإعظام" (٤)،ومدح المؤمنين الذين يؤمنون بهم جميعًا من غير تفريق بينهم فقال ﷿ ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ أُولَئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا﴾ (٥)
o الإعلام بحكمة الله تعالى، ورعايته لخلقه، في إنزاله كتبًا يهديهم بها، وحيث شرع لكل قوم ما يناسب أحوالهم، قال ﷿ ﴿نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ (٣) مِنْ قَبْلُ هُدًى لِلنَّاسِ وَأَنْزَلَ الْفُرْقَانَ﴾ (٦)، قال العلامة السعدي ﵀ " أي: أنزل الله القرآن، والتوراة، والإنجيل، هدى للناس من الضلال، فمن قبل هدى الله فهو المهتدي، ومن لم يقبل ذلك بقي على ضلاله. ﴿وأنزل الفرقان﴾ أي: الحجج البينات، والبراهين القاطعات الدالة على جميع المقاصد والمطالب، وكذلك فصَّل
(١) - تفسير القرآن العظيم ١/ ٧٨٣ (مرجع سابق)
(٢) - سورة المائدة، آية: ١٢.
(٣) - سورة الفتح، آية: ٩.
(٤) - تفسير القرآن العظيم ٤/ ٢٣٦ (مرجع سابق)
(٥) - سورة النساء، آية: ١٥٢.
(٦) - سورة آل عمران، آية: ٣.
1 / 109