أطيب النشر في تفسير الوصايا العشر
الناشر
مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
تصانيف
الإيضاح:
قال تعالى: ﴿قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ﴾ أمر الله ﷿ نبيه ورسوله محمدًا ﷺ أن يبينِ للناس من المحرمات ما يقتضي الحال بيانه، مستخدما لأسلوب الحكيم في ذلك إيذانًا بأن حق العباد اجتناب ما حرم الله ورسوله واتباع شرع الإسلام الذي بعث الله به محمدًا ﷺ إلى الأسود والأبيض فيقول لهم ﷺ: يا من حرموا ما أحلَ الله (تعالوا) وهو أمر من التعالي. ولا يمنع أن يحمل على الأصل تعريضًا لأولئك الذين شرعوا مالم يأذن به الله، بأنهم يا حضيض الجهل والبعد عن المنهج السديد، ولو استجابوا لنداء الله ورسوله لتعالوا وترفعوا إلى ذروة العلم وقنة العزة.
قوله تعالى: ﴿أَلاَّ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا﴾ . هذه أولى الوصايا العشر، وبدأ ﷾ هذه الوصايا بتحريم الشرك لأمور ثلاثة كما ظهر لي.
١- إن الشرك أكبر الكبائر وأعظم الذنوب قال تعالِى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا﴾ ٤ وقال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ
_________
١ الفتوحات ٢/ ١٠٦، ١٠٧.
٢ الإرشاد ٣/١٩٨، الروح٨/٥٤.
٣ انظر كتابه الفتوحات ٢/١٠٧،١٠٨.
٤ الآية (٤٨) من سورة النساء.
69 - 70 / 22