أطيب النشر في تفسير الوصايا العشر

مرزوق الزهراني ت. 1450 هجري
100

أطيب النشر في تفسير الوصايا العشر

الناشر

مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة

تصانيف

البحث اللغوي: العهد: كل ما عوهد الله عليه، وكل ما بين العباد من المواثيق فهو عهد.- والمراد به هنا - كل ما أمر الله به في هذه الآيات ونهى عنه- فقد عهد إلى عباده فعل المأمور وترك المحذور-. أوفوا: وفي بعهده، يفي وفاء، وأوفى، إذا أتم ولم ينقص. وهو ضد الغدر١. ووفي وأوفى بمعنى وقد جمعها طفيل الغنوي في بيت واحد في قوله: أما ابن طوق فقد أوفى بذمته ... كما وفى بقلاص النجم حاديها٢ وصى: من الوصية، وهي من الله ﷿: ما عهد إلى العباد أن يعملوه، من فعل خير، أو ترك شر، فهي بمعنى فرض (ذلكم وصاكم به) أي أمركم به وفرضه عليكم٣. تذكرون: الذكر والذكرى والتذكر؛ خلاف النسيان. وفهمي لهذا أن قوله تعالى: ﴿لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾ (الأنعام: من الآية١٥٢) أي أوصيتكم بذلك وفصلته لكم لتستمر ذكراه في أذهانكم، فلا تقعوا فيما يخالفه ويناقضه، ففي اللفظ تحذير من الغفلة التي كثيرًا ما يقع فيها الإنسان. والتذكر: تذكر ما أنسيته، وذكرت الشيء بعد النسيان، وذكرته بلساني، وبقلبي، وتذكرته، وأذكرته غيري، وذكرته بمعنى٤ وفيها معنى الاتعاظ والاعتبار فإذا حصل هذا للعبد فهو عين التذكر، والله أعلم.

١ اللسان ٣/ ٣١١، ١٥/٣٩٨. ٢ اللسان ٣/ ٣١١، ١٥/٣٩٨. ٣ لمزيد المعرفة انظر: اللسان ١٥/ ٣٩٤ ... والمنار ٨/ ١٨٨، ١٨٩. ٤ اللسان ١٥/ ٣٠٩.

القراءات: قال الرازي ﵀: قرأ حمزة، والكسائي، وحفص، عن عاصم (تذكرون) مخففة، من

71 - 72 / 26