وفاة النبي ﷺ «وأظلمت المدينة»
الناشر
دار المنهاج للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٤٣٤ هـ - ٢٠١٣ م
مكان النشر
بيروت - لبنان
تصانيف
وَيَكْثُرُ فِي هَذَا الشَّأْنِ إِيحَاءُ النَّبِيِّ ﷺ، وَيَقِلُّ فِيهِ صَرِيحُ الْكَلَامِ.
وَفِي النَّفْسِ أَشْيَاءٌ وَفِيكَ فِطَانَةٌ ... سُكُوتي بَيَانٌ عِنْدَهَا وَخِطَابُ
وَمَا إِشْفَاقُ النَّبِيِّ ﷺ وَتَرَفُّقُهُ فِي إِخْبَارِهِمْ .. إِلَّا لِأَنَّ ألأَصْحَابَ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُمْ لَمْ يَكُونُوا يَتَصَوَّرُونَ وَفَاةَ النَّبِيِّ ﷺ، وَلَمْ يَكُنْ يَخْطُرُ ذَلِكَ فِي قُلُوبِهِمْ.
وَرَغْمَ رِقَّةِ النَّبِيِّ ﷺ فِي تَهْيِئَةِ أَصْحَابِهِ لِخَبَرِ وَفَاتِهِ، وَتَيْسِيرِهِ عَلَيْهِمْ، وَتَتَابُعِ الآيَاتِ فِيهِ .. إِلَّا أَنَّهُمْ كَانُوا يَجْهَشُونَ بِالْبُكَاءِ، وَيَذْرِفُونَ الدَّمْعَ، ويكْثُرُ شَهِيقُهُمْ وَالْخَنِينُ كُلَّمَا سَمِعُوا مِنْهُ ﷺ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ.
• أَمَّا الْمَطْلَبُ الثَّالِثُ: فَقَدْ تَحَدَّثَ فِيهِ الْبَاحِثُ عَنْ تَطَلُّعِ النَّبِيِّ ﷺ إِلَى بَيْتِ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ -رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهَا-؛ لِيُمَرَّضَ فِيهِ عِنْدَهَا، وَلِيَكُونَ قَرِيبًا مِنْهَا؛ فَهِيَ الْحَبِيبَةُ الَّتِي يُوشِكُ الْمَوْتُ أَنْ يَذْهَبَ بِهِ ﷺ عَنْهَا.
فَقَدْ تَاقَتْ نَفْسُ النَّبِيِّ ﷺ إِلَى بَيْتِ عَائِشَةَ
1 / 21