التاج الجامع للأصول في أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم
الناشر
دار إحياء الكتب العربية
رقم الإصدار
الثالثة
سنة النشر
١٣٨١ - ١٣٨٢ هـ = ١٩٦١ - ١٩٦٢ م
مكان النشر
مصر
تصانيف
ذَاهِبًا (^١) فَلَمَّا فَرَغَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: قَالَ: «أَلَا أُخْبِرُكمْ عَنِ النَّفَرِ الثَّلَاثَةِ: أَمَّا أَحَدُهُمْ فَأَوَى إِلَى اللَّهُ (^٢) فَآوَاهُ اللَّهِ (^٣) وَأَمَّا الآخَرُ فَاسْتَحْيَا (^٤) فَاسْتَحْيَا اللَّهُ مِنْهُ (^٥) وَأَمَّا الآخَرُ فَأَعْرَضَ فَأَعْرَضَ اللَّهُ عَنْهُ (^٦)». رَوَاهُ الخَمْسَةُ إِلا أَبَا دَاوُدَ.
• عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «مَنْ نَفَّسَ (^٧) عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا (^٨) نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ القِيَامَةِ (^٩) وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ (^١٠) يَسَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا (^١١) سَتَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَاللَّهُ فِي عَوْنِ العَبْدِ (^١٢) مَا كَانَ العَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ (^١٣). وَمَنْ سَلَكَ طَريقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا (^١٤) سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ طَرِيقًا إِلَى الجَنَّةِ (^١٥). وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ (^١٦) يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ (^١٧) إِلا نَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ (^١٨) وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ (^١٩) وَحَفَّتْهُمُ المَلَائِكَةُ (^٢٠) وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ
_________
(^١) أي رجع ولم يجلس معهم.
(^٢) لجأ إليه.
(^٣) أي جازاه على جلوسه في مجلس العلم بضمه إلى رحمته ورضوانه، فأوى - بالقصر - كثير في اللازم، وبالمد كثير في المتعدي، وإطلاقه على الله من قبيل المشاكلة وإلا فمعناه محال على الله فيراد لازمه وهو شموله بالرحمة والرضوان، وكذا يقال في اللفظين بعده: فاستحيا الله منه فأعرض عنه.
(^٤) بترك المزاحمة في مجلس النبي ﷺ.
(^٥) أي بترك عقابه بل عامله بلطفه وإحسانه.
(^٦) وسخط عليه جزاء وفاقًا.
(^٧) فرج وأزال.
(^٨) شدة من شدائدها.
(^٩) حفظه من أهوالها.
(^١٠) كأن منحه أو أقرضه نقودًا أو حبوبًا.
(^١١) سترًا حسيًا بأن أعطاه ثوبًا يواري به عورته، أو يتحفظ به من البرد والحر، أو يتجمل به، أو معنويًا بأن رآه في قبيح فستره.
(^١٢) أي معه بالعناية والنصر.
(^١٣) ما دام يسعى في مصلحة أخيه المسلم ويساعده بنحو ماله أو علمه أو جاهه، قال القائل:
فرضت على زكاة ما ملكت يدي … وزكاة جاهي أن أعين وأشفعا
(^١٤) سعى إلى جهة يطلب العلم منها.
(^١٥) وفقه لعمل يوصله إليها.
(^١٦) أو في غيرها.
(^١٧) أو يقرأون أحاديث الرسول ويفسرونها ويأخذون منها الأحكام.
(^١٨) هي طمأنينة القلب بزيادة الإيمان، قال تعالى: - ألا بذكر الله تطمئن القلوب -.
(^١٩) عمهم الإحسان الإلهي.
(^٢٠) أحاطت بهم - فرحًا بما هم فيه - الملائكة الطوافون في الأرض يلتمسون مجالس العبادة فيجلسون معهم، كما يأتي في حديث الشيخين من كتاب الذكر.
1 / 62