التاج الجامع للأصول في أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم
الناشر
دار إحياء الكتب العربية
رقم الإصدار
الثالثة
سنة النشر
١٣٨١ - ١٣٨٢ هـ = ١٩٦١ - ١٩٦٢ م
مكان النشر
مصر
تصانيف
وَأَسْجَدَ لَكَ مَلَائِكَتَهُ (^١) وَأَسْكَنَكَ فِي جَنَّتِهِ ثُمَّ أَهْبَطْتَ النَّاسَ بِخَطِيئَتِكَ إِلَى الأَرْضِ (^٢) فَقَالَ آدَمُ: أَنْتَ مُوسى الَّذِي اصْطَفَاكَ اللَّهُ بِرِسَالَتِهِ وَبِكَلَامِهِ وَأَعْطَاكَ الأَلْوَاحَ فِيهَا تِبْيَانُ (^٣) كُلِّ شَيْءٍ وَقَرَّبَكَ نَجِيًّا (^٤) فَبِكَمْ وَجَدْتَ اللَّهَ كَتَبَ التَّوْرَاةَ قَبْلَ أَنْ أُخْلَقَ قَالَ مُوسى: بِأَرْبَعِينَ عَامًا، قَالَ آدَمُ: فَهَلْ وَجَدْتَ فِيهَا وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى؟ قَالَ: نَعَمْ قَالَ: أَفَتَلُومُنِي عَلَى أَنْ عَمِلْتُ عَمَلًا كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيَّ أَنْ أَعْمَلَهُ قَبْلَ أَنْ يَخْلقَنِي (^٥) بِأَرْبَعِينَ سَنَةً»؟ قَالَ رَسُولُ الله ﷺ: «فَحَجَّ آدَمُ مُوسى» رَوَاهُ الخَمْسَةُ.
• عَنْ عَبْدِ اللَّهِ (^٦) قَالَ: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وَهُوَ الصَّادِقُ المَصْدُوقُ (^٧) «إِنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ (^٨) فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا نُطْفَةً (^٩) ثُمَّ يَكُونُ عَلَقَةً (^١٠) مِثْلَ ذلِكَ (^١١) ثُمَّ يَكُونُ مُضْغَةً (^١٢) مِثْلَ ذلِكَ ثُمَّ يُنْفَخُ فِيهِ الرُّوحُ (^١٣) وَيُؤْمَرُ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ (^١٤) بِكَتْبِ رِزْقِهِ (^١٥) وَأَجَلِهِ (^١٦) وَعَمَلِهِ (^١٧) وَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيدٌ (^١٨) فَوَاللَّهِ الَّذِي لَا إِلهَ غَيْرُهُ إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الجَنَّةِ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَها إِلا ذِرَاعٌ (^١٩) فَيَسْبِقُ (^٢٠)
_________
(^١) قال تعالى: وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا.
(^٢) هي الأكل من الشجرة فأكلا منها فبدت لها سوآتهما.
(^٣) بيان.
(^٤) بمناجاته وبكلامه.
(^٥) أي قدره وكتبه عليَّ قبل خلقى وحينئذ لا بد من عمله.
(^٦) إذا أطلق عبد الله فالمراد به ابن مسعود.
(^٧) الصادق في قوله وفعله. المصدوق الذي يصدقه الله والمؤمنون.
(^٨) أي مادة خلقه.
(^٩) أي منيًّا لا يتغير عن حاله.
(^١٠) أي قطعة دم جامدة.
(^١١) أي أربعين يومًا.
(^١٢) أي قطعة لحم قدر اللقمة التي تمضغ.
(^١٣) أي ثم بعد مكثه أربعين يوما منيًّا ومثلها علقة ومثلها مضغة ينفخ فيه الملك الروح بأمر الله، قال الله تعالى: ﴿ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ﴾ أي بنفخ الروح فيه.
(^١٤) أي الملك بكتابة أربعة أمور.
(^١٥) أي قدره.
(^١٦) عمره في دنياه.
(^١٧) في أي شيء.
(^١٨) أي ما قدره الله له منهما في الأزل، فتكتب هذه الأمور وهو في بطن أمه في كتاب خاص به.
(^١٩) كناية عن قربه منها جدا.
(^٢٠) أي يغلب عليه.
1 / 37