252

التاج الجامع للأصول في أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم

الناشر

دار إحياء الكتب العربية

رقم الإصدار

الثالثة

سنة النشر

١٣٨١ - ١٣٨٢ هـ = ١٩٦١ - ١٩٦٢ م

مكان النشر

مصر

تصانيف

التخفيف مع الإتقان (^١)
• عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ (^٢) ﵁ أَنَّ رَجُلًا قَالَ: وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي لَأَتَأَخَّرُ عَنْ صَلَاةِ الغَدَاةِ مِنْ أَجْلِ فُلَانٍ مِمَّا يُطيلُ بِنَا، فَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ فِي مَوْعِظَةٍ أَشَدَّ غَضَبًا مِنْهُ يَوْمَئِذٍ، ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ مِنْكُمْ مُنَفِّرِينَ (^٣)، فَأَيُّكُمْ مَا صَلَّى (^٤) بِالنَّاسِ فَلْيْتَجَوَّزْ (^٥)، فَإِنْ فِيهِمُ الضَّعِيفَ وَالكَبِيرَ وَذَا الحَاجَةِ (^٦)، وَإِذَا صَلَّى لِنَفْسِهِ فَلْيُطَوِّلْ مَا شَاءَ (^٧)». رَوَاهُ الخَمْسَةُ.
• عَنْ أَنَسٍ ﵁ قَالَ: مَا صَلَّيْتُ وَرَاءَ إِمَامٍ قَطُّ (^٨) أَخفَّ صَلَاةً وَلَا أَتَمَّ مِنَ النَّبِيِّ ﷺ، وَإِنْ (^٩) كَانَ لَيَسْمَعُ بُكَاءَ الصَّبِيِّ فَيُخَفِّفُ مَخَافَةَ أَنْ تُفْتَنَ أُمُّهُ (^١٠). وَفِي رِوَايَةٍ: «إِنِّي لَأَقُومُ فِي الصَّلَاةِ أُرِيدُ أَنْ أُطَوِّلَ فِيهَا، فَأَسْمَعُ بُكَاءَ الصَّبِيِّ، فَأَتَجَوَّزُ فِي صَلَاتِي كَرَاهِيَةَ أَنْ أَشُقُّ عَلَى أُمِّهِ». رَوَاهُ الخَمْسَةُ.
• عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ﵁ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «يُصَلُّونَ لَكُمْ، فَإِنْ أَصَابُوا فَلَكُمْ، وَإِنْ أَخْطَؤوا فَلَكُمْ وَعَلَيْهِمْ (^١١)». رَوَاهُ البُخَارِيُّ وَأَبُو دَاوُدَ.

التخفيف مع الإتقان
(^١) أي مطلوبان من الإمام.
(^٢) واسمه عقبة بن عمرو البدرى.
(^٣) بكسر الفاء المشددة ولفظ الجمع، أي عن الصلاة بسبب تطويلهم.
(^٤) ما زائدة.
(^٥) أي فليخفف مع فعل الواجبات والسنين.
(^٦) ولفظ الترمذى: فإن فيهم الصغير والكبير والضعيف والمريض. أي والمسافر والمرضع والحامل، فيتألمون من التطويل، وينفرون من الجماعة.
(^٧) لعدم التأذى، ومثله جماعة محصورون رضوا بالتطويل، وفى رواية: كان معاذ يصلى مع النبي ﷺ ثم يرجع إلى قومه بني سلمة، فيصلى بهم ما صلاه مع النبي ﷺ فصلى بهم العشاء ليلة وقرأ البقرة، خرج من الصلاة حزم بن أبى بن كعب أو حرام ابن ملحان، فرماه معاذ بالنفاق، فبلغ النبي ﷺ ذلك فقال لمعاذ: أنت فتان، ثلاث مرات، وأمره بسورتين من أوسط الفصل: والسماء والطارق والشمس وضحاها أو سبح اسم ربك الأعلى وهل أتاك.
(^٨) ظرف للماضى مبنى على الضم، وأخف صفة لإمام ممنوع من الصرف بوزن الفعل، وصلاة منصوب على التمييز.
(^٩) مخففة من الثقيلة واسمها ضمير الشأن، وكان خبرها.
(^١٠) في صلاتها لشفقتها عليه.
(^١١) أي تصلى الأئمة بكر، فإن أصابوا بفعل الصلاة كاملة فلهم ولكم كامل الأجر، وإلا فلكم الأجر وعليهم الوزر، ولفظ أبى داود: من أمّ الناس فأصاب الوقت فله ولهم، ومن انتقص من ذلك شيئًا فعليه ولا عليهم.

1 / 255