245

التاج الجامع للأصول في أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم

الناشر

دار إحياء الكتب العربية

رقم الإصدار

الثالثة

سنة النشر

١٣٨١ - ١٣٨٢ هـ = ١٩٦١ - ١٩٦٢ م

مكان النشر

مصر

تصانيف

ذَاتَ غَدَاةٍ عَنْ صَلَاةِ الصُّبْحِ حَتَّى كِدْنَا نَتَرَايَا عَيْنَ الشَّمْسِ (^١)، فَخَرَجَ سَرِيعًا فَثُوِّبَ بِالصَّلَاةِ (^٢)، فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وَتَجَوَّزَ فِي صَلَاتِهِ (^٣) فَلَمَّا سَلَّمَ دَعَا بِصِوتِهِ قَالَ لَنَا: «عَلَى مَصَافِّكُمْ كَمَا أَنْتُمْ (^٤)». ثُمَّ انْفَتَلَ إِلَيْنَا (^٥) وَقَالَ: «أَمَا إِنِّي سَأُحَدِّثُكُمْ مَا حَبَسَنِي عَنْكُمُ الغَدَاةَ (^٦) إِنِّي قُمْتُ مِنَ اللَّيْلِ فَتَوَضَّأْتُ وَصَلَّيْتُ مَا قُدِّرَ لِي (^٧) فَنَعَسْتُ فِي صَلَاتِي حَتَّى اسْتثْقلْتُ (^٨)، فَإِذَا أَنَا بِرَبِّي ﵎ فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ (^٩)، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ قُلْتُ: لَبَّيْكَ رَبِّي قَالَ: فِيمَ يَخْتَصِمُ المَلَأُ الأَعْلَى؟ قُلْتُ: لَا أَدْرِي - قَالَهَا ثَلَاثًا - قَالَ: فَرَأَيْتُهُ وَضَعَ كَفَّهُ بَيْنَ كَتِفَيَّ حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَ أَنَامِلِهِ بَيْنَ ثَدْيَيَّ فَتَجَلَّى لِيَ كُلُّ شَيْءٍ وَعَرَفْتُ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، قلْتُ: لَبَّيْكَ رَبِّي قَالَ: فِيمَ يَخْتَصِمُ المَلَأُ الأَعْلَى؟ قُلْتُ: فِي الكَفَّارَاتِ (^١٠) قَالَ: مَا هُنَّ؟ قُلْتُ: مَشْيُ الأَقْدَامِ إِلَى الحَسَنَاتِ (^١١) وَالجُلُوسُ فِي المَسَاجِدِ بَعْدَ الصَّلَوَاتِ وَإِسْبَاغُ الوُضُوءِ حِينَ الكَرِيهَاتِ (^١٢)؟ قَالَ: فِيمَ؟ (^١٣) قُلْتُ: إِطْعَامِ الطَّعَامِ وَلِين الكَلَامِ وَالصَّلَاةِ بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ (^١٤) قَالَ: سَلْ (^١٥)

(^١) أي نتراءى ونبصر الشمس لقرب طلوعها على خلاف عادته.
(^٢) أي أقيمت.
(^٣) أي خففها على خلاف عادته.
(^٤) انتظروا في أمكنتكم لتسمعوا منى.
(^٥) أي التفت إلينا.
(^٦) أي ما أخرني عن المبادرة كعادتي.
(^٧) أي ما يسره الله من التهجد.
(^٨) وأنا في التشهد، أو بعد السلام وأنا جالس، فإن الشخص في صلاة ما دام في مصلاه.
(^٩) أي فرأيت ربى، وسيأتي الكلام على الرؤية في تفسير الأنعام إن شاء الله.
(^١٠) الأمور التي تكفر الذنوب.
(^١١) أي إلى ما يوجبها، كالجماعة وتشييع الجنازة وطلب العلم وعيادة المريض والسعى في حاجة الغير ونحوها.
(^١٢) كشدة البرد.
(^١٣) أي وفى أي شيء يختصم الملأ الأعلى أيضا، فشبه تساؤلهم وتجاوبهم عن الأعمال الصالحة وعن المكفرات منها. والرافع للدرجات بما يجرى بين المتخاصمين، فهم يتبادرون إلى كتابتها ورفعها ويغبطون العاملين عليها لشرفها وعلو قدرها عند الله تعالى، وسبق شرحه أوسع من هذه في فضائل الصلاة.
(^١٤) فرضا كالعشاء والصبح، أو نفلا كالوتر والتهجد. وفى رواية: والدرجات إفشاء السلام وإطعام الطعام والصلاة بالليل والناس نيام.
(^١٥) اطلب ما تشاء يا محمد، كأنه قال: وما أقوله يا رب فعلّمه الآتى.

1 / 248