النقد والبيان في دفع أوهام خزيران
الناشر
مركز بيت المقدس للدراسات التوثيقية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٢ م
مكان النشر
فلسطين
تصانيف
نقول: إنَّ هذا الاعتراض غير وارد ألبتة؛ لأنَّ السؤالَ الذي وجه إلى أحدنا هذا نَصُّه: «ما قول أهل العلم الحق في الصياح في التهليل والتكبير وغيره أمام الجنائز، أفتونا أثابكم الله؟»، ومِن المعلوم أنّ لفظة (وغيره) تشمل الدعاء والاستغاثة وكل ما يرفع به الصوت مع الجنازة، فتكون الآية الشريفة على هذا دليلًا واضحًا في الموضوع، على أنّ الدعاء ذكر أيضًا «لا كما ادعاه حضرة المعترض»، بدليل قوله -تعالى- حكاية عن سيدنا يونس في دعائه: ﴿فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لاَّ إِلَهَ إِلاَّ أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ﴾ [الأنبياء: ٨٧] . روى الحافظ ابن كثير في «تفسيره» (١) من حديث مصعب بن سعد، [عن سعد] (٢)، قال: قال رسول الله ﷺ: «مَن دعا بدعاء يونس استجيب له» (٣)،
_________
(١) (٥/٣٦٣ - ط. دار الشعب) .
(٢) سقطت من المطبوع، وأثبتها من «تفسير ابن كثير» .
(٣) أخرجه البزار في «البحر الزخار» (ق ١٩٧ أو رقم ٦٩ - مسند سعد/ط. الحويني، أو ٣/٣٦٣ رقم ١١٦٣ - ط. محفوظ ﵀)، والدورقي في «مسند سعد» (رقم ٣٦)، وأبو يعلى في «المسند» (٢/٦٥ رقم ٧٠٧) -ومن طريقه الضياء في «المختارة» (٢/٣٥١) - وابن عدي في «الكامل» (٦/٢٠٨٨)، والحاكم في «المستدرك» (٢/٥٨٤)، وابن أبي حاتم في «تفسيره» (٨/٢٤٦٥ رقم ١٣٧١٣)؛ جميعهم من طريق أبي خالد الأحمر، عن كثير بن زيد بن المطَّلب بن عبد الله بن حنطب، عن مصعب بن سعد، به.
وتفرد به أبو خالد الأحمر عن كثير، أفاده البزار، وقاله الدارقطني في «الغرائب والأفراد» (ق٥٧/أأو ١/٣٢٦ رقم ٤٩٦ - المطبوع) .
وإسناده صالح، والحديث صحيح بالشاهد الذي يليه.
1 / 25