النقد والبيان في دفع أوهام خزيران
الناشر
مركز بيت المقدس للدراسات التوثيقية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٢ م
مكان النشر
فلسطين
تصانيف
وأما استمرار السَّلف عليها، فلإنكار سيدنا عبد الله بن مسعود ﵁ على من رفع صوته، بقوله: «استغفروا لأخيكم»، فقال له سيدنا عبد الله: «لا غفر الله لك» (١)، وما قال له ذلك؛ إلا لكونه أحدث حدثًا في الدِّين، لم يكن في زمنه ﷺ، وعليه فنقول: رفع الأصوات خلف الجنائز لا يحبّه الله، ولا هو من العمل الذي كان عليه النبي ﷺ، وكلُّ ما كان كذلك فهو ردٌّ على صاحبه، فَرَفْعُ الأصوات خلف الجنائز رَدٌّ على صاحبه؛ لنصِّ الحديث المحكم، قال مالك -رحمه الله تعالى-: «ومن أحدث في هذه الأمة شيئًا، لم يكن عليه سلفها، فقد زعم أنَّ رسول الله ﷺ خان الدِّين؛ لأنَّ الله يقول: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ﴾ [المائدة: ٣]، فما لم يكن يومئذ دينًا لا يكون اليوم دينًا» (٢) .
وقال سيدنا حذيفة بن اليمان (٣) ﵁: «كلُّ عبادة لم يتعبَّدها أصحابُ رسول الله ﷺ فلا تتعبدوها، فإنّ الأولَ لم يدع للآخر مقالًا، فاتَّقوا الله يا معشر القُرَّاء، وخذوا بطريق مَن كان قبلكم (٤)» ونحوه لابن مسعود ﵁ (٥) ا. هـ.
والخير كله في اتباع من سلف ... والشر كله في ابتداع من خلف
(١) مضى تخريجه.
(٢) ذكره الشاطبي في «الاعتصام» (١/٦٢ و٢/٣٦٨ - بتحقيقي)، وصاحب «تهذيب الفروق» (٤/٢٢٥)، وهو في «الإمام مالك مفسرًا» (ص ١٦٨) .
(٣) في الأصل: «اليماني» !
(٤) تقدم تخريجه في التعليق على (ص ٥٩) .
(٥) ورد عنه بألفاظ عديدة، انظرها مع تخريجها في «الاعتصام» (١/١٢٥، ١٢٦، ١٢٧ - بتحقيقي) .
1 / 208