171

النقد والبيان في دفع أوهام خزيران

الناشر

مركز بيت المقدس للدراسات التوثيقية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٢ م

مكان النشر

فلسطين

تصانيف

من القصر على ذكر الجمال، وأمور أكثرها ليس في كتب الحديث الشريف الصحيحة عند رجال الجرح والتعديل، والقليل من تلك الرَّسائل فيه السِّيرة النبوية الكريمة، ولكن هذه يسيرة جدًا، على أنَّ من وازن بين يوم الولادة، ويوم البعثة، حدّثته نفسه أنّ الثاني أفضل من الأول، فتحدو به إلى العناية به، ولكنه إذا أعار وجوده لفتة طيبة إلى كتب الحديث الصحيحة، رأى فيها أنَّ الرسول ﵌ وأصحابه -رضوان الله عليهم- لم يتخذوا يوم البعثة عيدًا ألبتة. ومن الأمور المعلومة بالبداهة في الإسلام أنَّ ذكرى رسول العالمين -عليه أفضلُ الصلاةِ وأتمُّ التَّسليم- هي من القربات المباركة إلى الله -تعالى- وحده، فهي مطلوبةٌ، ولكن في أي وقت كان، بدرس سيرته ﵌ للاقتداء به (١) . ثم إنَّ البدعة الدِّينيَّة: إمَّا أن تكون اختراع عبادة، أو شعار ديني لا أصل لهما، وإمَّا أن تكون تخصيصًا لعبادة مشروعة بزمان معين أو مكان معين أو هيئة معينة، لم يخصِّصها بها الشَّارع، ومن هذا النَّوع عدَّ الفقهاء صلاة الرغائب في رجب (٢)، وصلاة ليلة النصف من شعبان (٣) من البدع المذمومة. قال النووي في «المنهاج» (٤): وصلاة رجب وشعبان بدعتان قبيحتان مذمومتان، وقد سمى الشَّاطبيُّ هذا النَّوع بالبدع الإضافيَّة، وسمَّى النَّوعَ الأولَ البدع الحقيقية، ولْيرجع إلى تفصيله هذا في كتابه «الاعتصام» (٥) .

(١) الأحسن من هذا -عندي- القول بسنيّة صيام الاثنين؛ لأنّ النبي s ثبت عنه قوله في سبب صيامه: «ذلك يوم ولدت فيه» . (٢) انظر ما قدمناه عنها (ص ١٢٣، ١٢٨) . (٣) انظر ما قدمناه عنها (ص ١٢٥) . (٤) كذا في «فتاويه» (٤٠) جمع تلميذه ابن العطار، و«المجموع» (٤/٥٦)، ونقله عنه ابن همات في «التنكيت» (ص ٩٦)، ولم أظفر به في «المنهاج» للنووي! (٥) انظره (١/٢٨٧-٢٨٩ - بتحقيقي) .

1 / 171