251

آراء ابن حجر الهيتمي الاعتقادية (عرض وتقويم في ضوء عقيدة السلف)

الناشر

مكتبة دار المنهاج للنشر والتوزيع

الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٧ هـ

مكان النشر

الرياض - المملكة العربية السعودية

تصانيف

وأنه ﷺ يتوسل به في كل خير قبل بروزه لهذا العالم وبعده في حياته وبعد وفاته وكذا في عرصات القيامة فيشفع إلى ربه، وهذا مما قام الإجماع عليه، وتواترت به الأخبار" (^١) (^٢).
وابن حجر حينما يقرر استحباب التوسل لا يرى ذلك مقتصرًا على النبي ﷺ وحده، بل يشمل ذلك التوسل بالأنبياء والأولياء والصالحين، يقول في ذلك: "ولا فرق بين ذكر التوسل ... به ﷺ أو بغيره من الأنبياء وكذا الأولياء ... وذلك:
لأنه ورد جواز التوسل بالأعمال كما في حديث الغار الصحيح مع كونها أعراضًا فالذوات الفاضلة أولى.
ولأن عمر بن الخطاب توسل بالعباس ﵄ في الاستسقاء ولم ينكر عليه" (^٣).
وقد شنع ابن حجر- عفا الله عنه- على شيخ الإسلام ابن تيمية في تحريمه التوسل بجاه النبي ﷺ فقال:
"من خرافات ابن تيمية التي لم يقلها عالم قبله، وصار بها بين أهل الإسلام مثلة، أنه أنكر الاستغاثة والتوسل به ﷺ، وليس ذلك كما أفتى، بل التوسل به حسن في كل حال ... فقول ابن تيمية ليس له أصل من افترائه" (^٤).
التقويم:
التوسل: طلب الوسيلة، والوسيلة، القربة والشفاعة، يقال: وَسلَ وتَوَسلَ إلى الله تَوسُّلًا؛ إذا عمل عملًا تقرب به إليه.

(^١) انظر: الجوهر المنظم (ص ٦٢، ٦٣)، وانظر: تحفة الزوار (ص ١١١)، وما بعدها.
(^٢) توسع ابن حجر في ذكر الأدلة التي استدل بها على استحباب التوسل بالنبي ﷺ في أحواله كلها في كتابه تحفة الزوار إلا أن كلامه فيه كان نقلًا عن السبكي ولهذا اعتمدت على الأدلة التي ساقها من نفسه في كتابه الجوهر المنظم مع الإشارة إلى مواضعها من تحفة الزوار.
(^٣) انظر: الجوهر المنظم (ص ١ - ٦٢).
(^٤) انظر: المصدر السابق (ص ٦١).

1 / 256