217

آراء ابن حجر الهيتمي الاعتقادية (عرض وتقويم في ضوء عقيدة السلف)

الناشر

مكتبة دار المنهاج للنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٧ هـ

مكان النشر

الرياض - المملكة العربية السعودية

تصانيف

إلى تضمينها خطبه وحثه الحجاج القادمين إلى مكة عليها، وتحذيرهم من تركها (^١)، حتى صار من بعده من القبورية عالة عليه في تقريرها (^٢).
وفيما يلي عرض رأيه في ذلك مع التعقيب عليه بتقويمه:
يرى ابن حجر استحباب شد الرحال لمجرد زيارة قبر النبي ﷺ، و"تأكد مشروعية الزيارة وقربها من درجة الوجوب، وشد الرحل إليها وإلى المسجد النبوي الذي حوى المطلوب" (^٣).
ويذكر أن العلماء اختلفوا فيها بين الوجوب والندب، وأن "أكثر العلماء من الخلف والسلف على ندبها دون وجوبها، وعلى كلٍ من القولين فهي مع مقدماتها من نحو السفر إليها ولو بقصدها فقط دون أن ينضم لها قصد اعتكاف أو صلاة بمسجده ﷺ من أهم القربات وأنجح المساعي" (^٤).
ويقرر أن ذلك مما يدل عليه الكتاب، والسنة، وإجماع الأمة، والقياس حيث يقول: "اعلم ... أن زيارته ﷺ مشروعة مطلوبة بالكتاب والسنة وإجماع الأمة وبالقياس" (^٥).
ثم يفصل ابن حجر دلالة تلك الأدلة على مشروعية الزيارة وشد الرحال إليها، فيذكر أولًا دلالة الكتاب فيقول:
"أما الكتاب: فقوله تعالى: ﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا (٦٤)﴾ [النساء: ٦٤] دلت على حث الأمة على المجيء إليه ﷺ، والاستغفار عنده، واستغفاره لهم وهذا لا ينقطع بموته ...
وقوله تعالى: ﴿وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ

= المحتاج (١/ ٤٣٥) (٢/ ٥٨)، النخب الجليلة (ص ٨).
(^١) انظر: النخب الجليلة في الخطب الجزيلة (ص ٨).
(^٢) انظر: الدرر السنية في الرد على الوهابية لدحلان (ص ٤)، شواهد الحق للنبهاني (ص ٥٨)، نصرة الإمام السبكي برد الصارم المنكي للسمنودي (ص ١٨٢)، مفاهيم يجب أن تصحح للمالكي (ص ٢١٣)، حقيقة التوسل والوسيلة لموسى محمد علي (ص ١٨٢).
(^٣) تحفة الزوار (ص ٥١).
(^٤) الجوهر المنظم (ص ٨).
(^٥) المصدر السابق (ص ٦).

1 / 222