اعتقاد أئمة السلف أهل الحديث
الناشر
دار إيلاف الدولية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٠هـ/١٩٩٩م
مكان النشر
الكويت
تصانيف
ضميري وما تعلق به خاطري من أمر التوحيد فالشافعي؛ فصرت إليه وهو في مسجد مصر، فلما جثوتُ بين يديه قلت: هجس في ضميري مسألة في التوحيد فعلمت أن أحدًا لا يعلم علمك فما الذي عندك؟ فغضب ثم قال: أتدري أين أنت؟ قلت: نعم. قال: هذا الموضع الذي أغرق الله فيه فرعون، أبَلَغَكَ أن رسول الله ﷺ، أمر بالسؤال عن ذلك؟ قلت: لا. قال: هل تكلم فيه الصحابة؟ قلت: لا، قال: تدري كم نجمًا في السماء؟ قلت: لا، قال: فكوكب منها تعرف جنسه، طلوعه، أفوله، مِمَّ خُلق؟ قلت: لا، قال: فشيء تراه بعينك من الخلق لست تعرفه تتكلم في علم خالقه؟ ثم سألني عن مسألة في الوضوء فأخطأت فيها ففرعها على أربعة أوجه فلم أصب في شيء منه فقال: شيء تحتاج إليه في اليوم خمس مرات تدع علمه وتتكلف علم الخالق إذا هجس في ضميرك ذلك فارجع إلى قول الله تعالى: ﴿وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ * إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ﴾ ١. فاستدل بالمخلوق على الخالق ولا تتكلف على ما لم يبلغه عقلك"٢.
(٤) وأخرج ابن عبد البر عن يونس بن عبد الأعلى٣ قال: "سمعت الشافعي يقول: إذا سمعت الرجل يقول الاسم غير المسمى أو الشيء غير الشيء فاشهد عليه بالزندقة"٤.
(٥) وقال الشافعي في كتابه الرسالة: " الحمد لله.. الذي هو كما وصف به نفسه وفوق ما يصفه به خلقه"٥.
_________
١ سورة البقرة، الآيتان ١٦٣، ١٦٤.
٢ سير أعلام النبلاء (١٠/٣١) .
٣ هو يونس بن عبد الأعلى بن ميسرة الصدفي الصمري قال عنه ابن حجر: "ثقة من صغار العاشرة مات سنة ٢٦٤ هـ"، تقريب التهذيب (٢/٣٨٥)، وانظر ترجمته في شذرات الذهب (٢/١٤٩)، وطبقات الشافعية لابن هداية الله ص ٢٨.
٤ الانتقاء ص ٧٩، ومجموع الفتاوى (٦/١٨٧) .
٥ الرسالة ص ٧، ٨.
1 / 38