اعتقاد أئمة السلف أهل الحديث

محمد بن عبد الرحمن الخميس ت. غير معلوم
21

اعتقاد أئمة السلف أهل الحديث

الناشر

دار إيلاف الدولية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٠هـ/١٩٩٩م

مكان النشر

الكويت

تصانيف

نافع١ وأشهب٢ قالا: وأحدهم يزيد على الآخر يا أبا عبد الله: ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ﴾ ينظرون إلى الله؟ قال: نعم بأعينهم هاتين؛ فقلت له: فإن قومًا يقولون لا ينظر إلى الله، إن ناظرة بمعنى منتظرة إلى الثواب قال: كذبوا بل ينظر إلى الله، أما سمعت قول موسى ﵇: ﴿رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ﴾ ٣ أفترى موسى سأل ربه محالًا؟ فقال الله: ﴿لَنْ تَرَانِي﴾ ٤ أي في الدنيا لأنها دار فناء، ولا ينظر ما يبقى بما يفنى، فإذا صاروا إلى دار البقاء نظروا بما يبقى إلى ما يبقى وقال الله: ﴿كَلا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ﴾ ٥. وأخرج أبو نعيم عن جعفر بن عبد الله قال: "كنا عند مالك بن أنس فجاءه رجل فقال: يا أبا عبد الله، الرحمن على العرش استوى، كيف استوى؟ فما وجد٦ مالك من شيء ما وجد من مسألته، فنظر إلى الأرض وجعل ينكت بعود في يده حتى علاه الرحضاء -يعني العرق- ثم رفع رأسه ورمى بالعود وقال: الكيف منه غير معقول، والاستواء منه

١ الذي يروي عن الإمام مالك باسم ابن نافع رجلان، أما الأول فهو عبد الله بن نافع بن ثابت الزبيري أبو بكر المدني قال عنه ابن حجر: "صدوق مات سنة ٢١٦ هـ "، وأما الثاني فهو عبد الله بن نافع بن أبي نافع المخزومي مولاهم أبو محمد المدني قال عنه ابن حجر: "ثقة صحيح الكتاب في حفظه ليّن مات سنة ٢٠٦ هـ وقيل بعدها"، تقريب التهذيب (١/ ٤٤٥-٤٥٦)، وتهذيب التهذيب (٦/٥٠-٥١) . ٢ هو أشهب بن عبد العزيز بن داود القيسي أبو عمر المصري قال عنه ابن حجر: "ثقة فقيه مات سنة ٢٠٤هـ"، تقريب التهذيب (١/٨٠)، وانظر ترجمته في تهذيب التهذيب (١/٣٥٩) . ٣ سورة الأعراف، الآية ١٤٣. ٤ سورة الأعراف، الآية ١٤٣. ٥ سورة المطففين، الآية ١٥. ٦ جاء في لسان العرب (٣/٤٤٦) (وجد عليه في الغضب يجد ويجد وجدًا مَوْجِدَة ووجدانًا غضب وفي حديث الإيمان أفي سائلك فلا تجد علي، أي لا تغضب من سؤالي) .

1 / 27