104

القول السديد في الرد على من أنكر تقسيم التوحيد

الناشر

دار ابن القيم،الدمام،المملكة العربية السعودية / دار ابن عفان،القاهرة

رقم الإصدار

الثالثة

سنة النشر

١٤٢٢هـ/٢٠٠١م

مكان النشر

مصر

تصانيف

يقول أبو رزين للنبي ﷺ: لن نعدم من رب يرحم ويرضى ويغفر خيرًا. لما أنَّه قد آمن وقرأ قبل في كتابه: ﴿إِنَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾ فاعقله. وما أراك تعقله"١. قلت: ولست أدري أيضًا هل التلميذ يعقله أولا؟ وما أراه يعقله. ٢٢ قال الكاتب ص ٣٨: "روى الإمام البيهقي في كتاب الأسماء والصفات (ص: ٢٩٨) أنَّ الإمام البخاري رحمه الله تعالى أوَّل الضحك بالرحمة، وهذا نهج السلف والمحدثين، والبخاري بلا شك من أئمة المحدثين، ومن أهل القرون الثلاث، قرون السلف المشهود لها بالخيرية". قلت: حاشاهم، فتأويل النصوص وصرفها عن ظواهرها ليس من نهجهم، بل هم يمرون النصوص كما جاءت ولا يحرفون ولا يمثلون ولا يعطلون ولا يكيفون. وهذا الذي ذكره البيهقي أنَّ البخاري أوَّل الضحك بالرحمة، لا وجود له في نسخ صحيح البخاري الموجودة بين أيدينا، والحديث الذي ذكر البيهقي أنَّ البخاري أوَّل عنده الضحك بالرحمة مُخرج في صحيح البخاري في موضعين منه، ولم يذكر عند شيء منهما هذا التأويل الباطل، وقد نص الحافظ في الفتح (٨/٦٣٢) على عدم وجود هذا التأويل في النسخ التي اطلع عليها من صحيح البخاري وهو من هو في العناية بالصحيح وسعة الاطلاع على نسخه، فقال ﵀: "ولم أر ذلك في النسخ التي وقعت لنا من البخاري". وعليه فلا عبرة بذكر بعض المؤولة هذا القول منسوبًا للبخاري ﵀، ولا عبرة بالدعاوى إذا لم يقم عليها بينات.

١ رد الإمام الدارمي على بشر (ص: ١٧٤١٧٨) .

1 / 109