المنهج الصحيح وأثره في الدعوة إلى الله تعالى
الناشر
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
رقم الإصدار
العدد ١١٩-السنة ٣٥
سنة النشر
١٤٢٣ هـ/٢٠٠٣م
تصانيف
وصار الاختلاف في أصل الدين، في إفراد الله في العبادة، وفي العبادة ذاتها، كما اختلف الذين من قبل اتباعًا للسنن كما أخبر النبي ﷺ بقوله: "لتتبعنَّ سَنَنَ من كان قبلكم شبرًا بشبر، وذراعًا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لسلكتموه" قالوا: يارسول الله من اليهود والنصارى؟ قال: "فمن إذن" ١.
ولكن بفضل الله ورحمته لا تزال طائفة أهل السنة والجماعة: "الفرقةُ الناجيةُ" باقيةً إلى قيام الساعة كما روى البخاري من حديث معاوية ﵁ قال: سمعت النبي ﷺ يقول: "لايزال من أمتي أمة قائمة بأمر الله لايضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتيهم أمر الله وهم على ذلك" ٢.
ومن هؤلاء الذين أقام الله بهم السنة في الإخلاص والمتابعة في هذه الجزيرة الشيخ محمد بن عبد الوهاب مجدد ما اندرس من معالم الإسلام في القرن الثاني عشر، فلقد تجرّد للدعوة إلى الله على بصيرة، وجاهد في رد الناس إلى ما كان عليه أهل السنة والجماعة من إفراد الله بالعبادة وترك التعلق بغير الله، والاعتقاد فيما دونه، متبعًا في ذلك سنة رسول الله ﷺ، وقيض الله من آل سعود أنصارًا لدين الله ورسوله عرفوا صدق موافقته للحق فنفّذوا نصرته بالسلطان والعزيمة، وعقدوا الاتفاق بين نص الوحي وحد السيف إذا لم ينفع
_________
١ صحيح البخاري مع الفتح، ٦/٤٩٥، كتاب أحاديث الأنبياء باب ما ذكره عن بني إسرائيل، رقم ٣٤٥٦، وصحيح مسلم، ٣/١٢٩١، كتاب القسامة، باب القسامة، رقم ١٦٦٩، وأحمد في المسند، ٣/٨٤،٨٩،٩٤، وابن أبي عاصم في السنة، ١/٣٦-٣٧، عن أبي سعيد ﵁.
٢ صحيح البخاري مع الفتح، كتاب المناقب، ٦/٦٣٢، رقم ٣٦٤١، والفظ له، وصحيح مسلم، ٣/١٥٢٤، كتاب الإمارة، باب قوله ﷺ ٠" لا تزال طائفة من أمتي على الحق ..."، رقم ١٠٣٧.
1 / 187