المنهج الصحيح وأثره في الدعوة إلى الله تعالى
الناشر
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
رقم الإصدار
العدد ١١٩-السنة ٣٥
سنة النشر
١٤٢٣ هـ/٢٠٠٣م
تصانيف
وعن عائشة ﵂ قالت: قال رسول الله ﷺ:"من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد"١.
وفي رواية: "من عمل عملًا ليس عليه أمرنا فهو رد" ٢.
ولا شك أن الايتداع في الدين كان - ولا يزال - من أعظم الأسباب التي حادت بالأمة الإسلامية عن المنهج الصحيح، وكان من أهم العوامل التي قضت على وحدة المسلمين، وشتتت شملهم، حتى تفرق الناس شيعًا وأحزابًا.
يقول الشاطبي ﵀: "ثم استمر تزايد الإسلام، واستقام طريقه على مدة حياة النبي ﷺ ومن بعد موته، وأكثر قَرْن الصحابة ﵃، إلى أن نبغت فيهم نوابغ الخروج عن السنة، وأصغوا إلى البدع المضلة"٣.
وعن ظهور البدع ونشأتها يقول شيخ الإسلام ابن تيمية ﵀: "واعلم أن عامة البدع المتعلق بالعلوم والعبادات إنما وقع في الأمة في أواخر خلافة الخلفاء الراشدين، كما أخبر به النبي ﷺ حيث قال: "من يعش منكم فسيرى اختلافًا كثيرًا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي"٤.
_________
١ صحيح البخاري مع الفتح، ٥/٣٠١، كتاب الصلح، باب إذا اصطلحوا على صلح جور فالصلح مردود، رقم ٢٦٩٧، وصحيح مسلم، ٣/١٣٤٣، كتاب الأقضية، باب نقض الأحكام الباطلة ورد محدثات الأمور، رقم ١٧١٨.
٢ صحيح مسلم، ٣/١٣٤٣-١٣٤٤، كتاب الأقضية، باب نقض الأحكام الباطلة ورد محدثات الأمور، رقم ١٧١٨.
٣ الاعتصام، ١/٢٢.
٤ سبق تخريجه، ٦٠.
1 / 178