المنهج الصحيح وأثره في الدعوة إلى الله تعالى
الناشر
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
رقم الإصدار
العدد ١١٩-السنة ٣٥
سنة النشر
١٤٢٣ هـ/٢٠٠٣م
تصانيف
أما السنة ففيها الشيء الكثير الدال على أن رسول الله ﷺ كان يفتتح دعوته بالتوحيد ويختتمها بذلك، واستمراره على ذلك طيلة حياته ﷺ بلا كلل أو ملل.
١-عن عمرو بن عبسة السلمي ﵁ قال: "كنت وأنا في الجاهلية، أظن أن الناس على ضلالة، وأنهم ليسوا على شيء، وهم يعبدون الأوثان، فسمعت برجل بمكة يخبر أخبارًا فقعدت على راحلتي فقدمت عليه، فإذا رسول الله ﷺ مستخفيًا جُرءَاءُ عليه قومه فتلطفت، حتى دخلت عليه بمكة، فقلت له: ما أنت؟ فقال: "أنا نبي" فقلت: وما نبي؟ قال: "أرسلني الله" فقلت: وبأي شيء أرسلك؟ قال: "أرسلني بصلة الأرحام، وكسر الأوثان، وأن يوحدوا الله لا يُشْرَكُ به شيء" فقلت: ومن معك على هذا؟ قال: "حر وعبد"، قال: ومعه يومئذ أبو بكر وبلال ممن آمن به ..." الحديث١.
٢-قول جعفر بن أبي طالب ﵁ للنجاشي ملك الحبشة: "أيها الملك، كنا قومًا أهل جاهلية نعبد الأصنام، ونأكل الميتة، ونأتي الفواحش، ونقطع الأرحام، ونسيء الجوار، يا كل القوي منا الضعيف، فكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولًا منا، نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه، فدعانا إلى الله لنوحده ونعبده ونخلع ماكنّا نحن نعبد وآباؤنا من دونه من الحجارة، والأوثان ... " الحديث٢.
_________
١ صحيح مسلم، ١/٥٦٩، كتاب صلاة المسافرين، باب إسلام عمرو بن عبسة، رقم ٢٩٤، وأحمد في المسند، ٤/١١٢.
٢ انظر الإمام أحمد في المسند، ١/٢٠٢، والسير والمغازي، لابن إسحاق، ٢١٣-٢١٧، وسيرة ابن هشام، ١/٢٨٩-٢٩٣، بإسناد حسن إلى أم سلمة ﵂، وانظر السيرة النبوية، لابن كثير ٢/١١، وفتح الباري، لابن حجر، ٧/١٨٩، وانظر السيرة النبوية الصحيحة، د. أكرم العمري، ١/١٧٣-١٧٤.
1 / 146